عميد آثار القاهرة يكشف عن بصمات الحضارة المصرية ببلاد الإغريق وأوروبا
كشف الدكتور محمد حمزة الحداد عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة عن حقائق علمية جديدة مدعمة بالأدلة الأثرية تؤكد أن أصل الحضارة ببلاد الإغريق وأوربا هى الحضارة المصرية القديمة.. مشيرا إلى انه تم العثور على آثار مصرية قديمة بجزيرة كريت من الفترات المعاصرة للمرحلتين المبكرة والمتوسطة من الحضارة المينوية التى كشف عنها السير إيفانز فيما بين عامى 1899- 1935، وفى عصر الدولة الحديثة بمصر والمعاصرة للمرحلة المينوية المتأخرة هناك لقب معروف وهو "سيدة الحاو نبو" من أواخر الأسرة 17 وأوائل الأسرة 18 ويقصد به تسمية شعوب جزر البحر المتوسط وبحر إيجة عامة.
جاء ذلك خلال أعمال المؤتمر الدولى الأول حول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور" الذي نظمته كلية الآثار جامعة القاهرة وبدأ فاعلياته امس ويستمر علی مدی 4 ايام بمبنى كلية الآثار .
واكد حمزة أن موقع مصر المتميز وعامل الجوار الجغرافى كان له دور كبير فى قيام جزر البحر المتوسط بدور الوسيط فى نقل منجزات حضارة مصر والشرق إلى بلاد الغرب بعد أن استفادت هذه الجزر نفسها من منجزات الحضارة المصرية وكان للفينيقين (الكنعانيين) دورهم الكبير فى مجال الملاحة والكتابة ونقلها لأوربا وبلاد النهرين وسوريا القديمة.
وأوضح أن المعالم المعمارية والفنية للحضارة المصرية وتأثيرها على بلاد الإغريق وأوربا قد تجسدت فى الواجهة المثلثة أو الجمالون والأعمدة النخيلية وفنون النحت.
ومن جانبه.. اشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان وأحد المشاركين بالحضور فى المؤتمر إلی الأدلة الأثرية الذى دعم بها عميد كلية الآثار رؤيته وهى الاكتشافات الأثرية بمقابر أشراف الدولة الحديثة من أواسط الألف الثانى قبل الميلاد ومنها مقبرتا سننموت ورخمى رع ممثلة فى رسومات لوفود جزيرة كريت وجزر بحر إيجة ضمن حاملى الهدايا أو الجزية إلى ملوك مصر وبهذه المقابر أيضاً طوابع مينوية وميسينية.
واضاف انه عثر كذلك على آثار مصرية من عهد أمنحوتب الثالث فى كل من كنوسوس بكريت وبجزيرة رودس وفى موكيناى جنوب شبه جزيرة البلقان ويوجد بمصر مستوطنة تجارية إغريقية فى نقراطيس تؤرخ 620 قبل الميلاد.
وذكر أن تأثير الحضارة المصرية على الغرب تجسّد أيضا فى الأقنعة التى عرفت بمصر منذ عهد الدولة القديمة والألعاب الرياضية والمسابقات كالمصارعة والملاكمة والذى عرفها المصريون قبل الإغريق ووجدت بمعبد هابو من عهد رمسيس الثالث، كما تأثر المسرح اليونانى بمصر ومنها تمثيل مشاهد من أسطورة أوزوريس فى حرم معبده بأبيدوس من البدايات الأولى للألف الثاني قبل الميلاد ومن العصور المتأخرة تمثيل الصراع بين حورس وست حول البحيرة المقدسة لمعبد أدفو.