الأستاذ تاج الدين سليم، الذى لم ألتقِ به من قبل قط، ولم يرسل حتى شكوى إلى بريدى، شغل ذهنى كثيرًا.. الرجل عرفته فقط من خبر على النت، عن وقفة احتجاجية، نظَّمها طلاب وأولياء أمور المدرسة النموذجية للغات بدمياط، أمام مبنى المدرسة، احتجاجًا على قرار وكيل الوزارة سمير حسن، بنقله إلى محافظة أخرى، وتعيين آخر مكانه.. الخبر استوقفنى وجعلنى أبحث بكل اهتمام عن كم مدرس أو مدير مدرسة فى العالم كله، من أقصاه إلى أقصاه، نظَّم الطلاب وأولياء الأمور وقفة احتجاجية اعتراضًا على نقله؟!
الطلاب وأولياء الأمور لم يكتفوا بالوقفة الاحتجاجية، بل قدَّموا مذكرة إلى السيد المحافظ اللواء محمد عبد اللطيف منصور، للمطالبة بالإبقاء على الأستاذ تاج، ومذكرتهم تقول إن الرجل بنى المدرسة على كتفيه، بجهد ومجهود يشكر عليهما، وإنه قد سبق تكريمه من الإدارة التعليمية، منذ أيام قليلة، باعتباره أفضل مدير مدرسة، على الرغم من أن المبرّر، الذى ادّعاه وكيل الوزارة، هو تقصيره فى العمل!!!! هل يبدو لكم هذا منطقيًّا، أم أنه دليل على أن الأمر شخصى بحت؟! تحرّيت الأمر ليوم كامل، وانتهيت إلى أن السبب الحقيقى لنقل الأستاذ تاج، هو أنه إنسان محترم، يعتز بنفسه وكرامته، وأنه رفض الركوع والسجود صاغرًا أمام مولانا وكيل الوزارة.. سيادة الوزير.. سنلتقى قريبًا، بإذن الله، فى حفل تكريم شرفتمونى بالدعوة إليه.. ومسبقًا أخبر سيادتك أننى سأثير موضوع الأستاذ تاج، وموضوع الفساد وراء قرار نقله.. فالفساد يا سيادة الوزير ليس السلب والنهب فحسب، ولكن الإطاحة بالكفاءات لخلافات شخصية، هو أكبر فساد يمكن أن يفسد محاولات مصرنا للانطلاق نحو المستقبل.. الفساد يا سيادة الوزير هو أن يضع المسؤول قاعدة تقول «اركع أو ارحل»، لأنه فى هذا الزمن لن يركع أحد يا سيادة الوزير، إلا لله سبحانه وتعالى.. الشرف والنزاهة وإحقاق الحق هى تاجك يا سيادة الوزير، فلا تهدر تاجك من أجل وكيل وزارة قادر على غرس الغضب وعدم الانتماء، فى نفس جيل كامل، يرى بعينيه كفاءة يُطاح بها، من أجل غطرسة وسوء استغلال للنفوذ، ونفس أمّارة بالسوء.. سأثير موضوع الأستاذ تاج الذى أكرّر مرة أخرى أننى لا أعرفه شخصيًّا، ولم ألتقِ به، حتى على الورق، ولكن ما جمعته عنه جعلنى أحترمه وأقدّره وأجلّه.. لا تستمع إلى ما سيبرّر به وكيل الوزارة قراره المجحف يا سيادة الوزير، لأنه ما من مخطئ يعترف ويقر بخطئه.. وكيل الوزارة سيحاول تصوير ضحيته باعتباره مندوب الشيطان الرجيم، وسيدّعى أن وقفة الطلاب وأولياء الأمور مفتعلة، لأن تاج لديه سيديهات يهددهم بها.. لا تستمع إلى أحد طرفى القضية.. ابحث عبر رجالك، وسأخبر سيادتك أين تبحث.. المهم أن تتخذ القرار الذى سيعيد الشعور بدولة الحق والعدل للطلاب وأولياء الأمور.. حافظ على تاجك بتاج.. أما بالنسبة إلى السيد وكيل الوزارة الذى يحلم بمنصب المعز لدين الله الفاطمى، فلا بأس من ترقيته، من وكيل وزارة إلى وكيل أوّل وزارة.. فى شلاتين.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>