فيديو عجيب شاهدته على مواقع التواصل الاجتماعى، لامرأة منقبة، تعلن أنها ستتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، الحكم العدل الرحمن الرحيم، بقطع الرؤوس!!!!!..
هذه ليست مزحة سخيفة، ولا صورة حية من عنبر الخطرين بمستشفى الأمراض العصبية والنفسية، ولا هو مشهد تمثيلى من فيلم رعب جديد، بل هى امرأة ملأ الغل قلبها، واشتعلت نفسها بالكراهية للمجتمع والبشر، ثم باعت روحها للشيطان، الذى زيّن لها كل شروره وآثامه، فتحوّلت من فرط المشاعر السلبية فى أعماقها إلى وحش كاسر مختل مجنون مسعور، طاش عقله، فصار يعقر كل من حوله.. مثلها يعانى ليس من خلل واحد، بل من قائمة طويلة من الخلل، وإلا لأدركت أنه ما من دين إلهى يمكن أن يطلب من بشر أن يرتكب المجازر والبشاعات ضد غيره من البشر، وما من عاقل، لا يعبد الشيطان ويسجد له ليل نهار، يمكن أن يصدّق أن الدين نفسه، الذى يرى أن ما أُخذ بسيف الحياء هو حرام، يمكن أن يجتز الحياة البشرية كالعشب!!.
بل إن الدين نفسه يمنع جز العشب دون ضرورة لهذا.. ولكنها مرحلة المواجهة المصيرية مع التطرّف والخلل الدينى..
الحرب العالمية الجديدة، بين التطرّف والحضارة.. وكم يعيد هذا إلى ذهنى تاريخ النازية البشع..
النازية ارتكبت مذابح لا حصر لها، وجرائم بشعة ضد البشرية، حتى إن العالم الحر المنتصر ظل لسنوات بعد الحرب العالمية الثانية يحاول أن يدرس ويحلّل كيف أمكن لبشر أن يرتكبوا كل هذا الشر، وكل تلك الوحشية، ضد بشر مثلهم!!..
كيف؟!..
ولكن كل المذابح والفظائع لم تمنع انهيار النازية، وسقوطها فى بئر الهزيمة والخزى والعار.. فالله سبحانه وتعالى، الذى خلق الكون، إله رحمة، وهو الرحمن الرحيم، بأكثر مما هو المنتقم الجبار، بدليل أنه يوزّع رحمته ورزقه، حتى على الذين يكفرون به وينكرون وجوده عزّ وجلّ..
فى الدنيا يعطى سبحانه وتعالى الكل، وفى الآخرة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.. هتلر والنازية لم يتصوّروا لحظة نهايتهم البشعة، ولا هزيمتهم المنكرة، ولكن النهاية أتت، والهزيمة سحقت.. هكذا علمنا التاريخ..
كل من يعادى الإنسانية يخسر، مهما كانت المبررات التى استند إليها، والتطرّف لن يكون استثناء من القاعدة..
لاحظوا أنه قد أسفر اليوم عن وجهه القبيح، كما لم يفعل من قبل، وأنه أبرز رأسه على السطح، كما لم يبرزها قَط، وهو يتصوّر أن رأسه ارتفعت لينتصر، ولا يتصوّر أو يتخيّل، كما لم يتصوّر أو يتخيّل كل الوحوش القساة المجرمين من قبله، أن الرؤوس ارتفعت لأنها قد أينعت وحان قطافها..
والتطرّف يحمل فى أسلوبه كل مقومات الهزيمة..
لوحشية، والشراسة، والقسوة، والفظاظة، وغلظة القلب، بالإضافة إلى الوهم والغرور والغطرسة، والبعد كل البعد عن الواقعية.. تماما كما كان هتلر، وكما كان النازيون، ومن بعدهم البلاشفة، ومن قبلهم المغول والتتار.. كلهم امتلكوا النقائص كلها، وكلهم زيّن لهم شيطانهم الشرور والآثام، وكلهم تضاعفت غطرستهم، مع أوّل انتصاراتهم، حتى جاءت لحظة حصاد الهزائم، التى انتهت بدحرهم وفشلهم وذهاب ريحهم، وبقيت تجربتهم الفاشلة، وأساليبهم البشعة عبرة للبشر.. وللتاريخ.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>