واضح أن «فترة الشك» طالت حركة المحافظين.. فكان له الأثر السيئ فى إدارة أمور المحافظات وفى كل المحليات على مستوى الوطن كله.
فالإهمال واضح فى كل شىء.. وهو العنوان الصريح لتلك المرحلة فى كل المدن والأحياء.
الميادين فى المحافظات ما زالت محتلة من البلطجية، الشوارع «مكسرة».. ولا أحد يعبّرها! القمامة منتشرة فى كل مكان.
التعدّى على أملاك الدولة مستمر فى غياب أى رقابة أو محاولات لرفع تلك التعديات.
مخالفات البناء فى الأراضى الزراعية مستمرة وبقوة.. ووصل الأمر إلى قيام الأهالى بإعادة البناء مرة أخرى على الأراضى التى سبق وأن تمت إزالة مبانيهم المخالفة عليها، والتى كان المجلس العسكرى قد أزالها عقب ثورة يناير.. ولكنهم عادوا للبناء مرة أخرى، وهذه المرة بالانتقام بالتعلية بشكل وطريقة لا تتفق أبدًا مع طبيعة المدن والشوارع التى تقام فيها تلك المبانى.
حتى المرور أصبح أزمة فى معظم مدن المحافظات ولم تعد هناك رقابة مرورية فى الشوارع.. بل وصلت الأزمة إلى الطرق بين المحافظات.
وحدّث ولا حرج عما يجرى فى المؤسسات الحكومية التى تقدم الخدمة للجماهير، فأصبحت تلك المؤسسات مهلهلة والتعامل غير آدمى مع الناس بشكل أكثر سوءًا عما كانت عليه فى عهد مبارك وقبل ثورة ٢٥يناير.
أيضًا الأمن ما زال غائبًا فى بعض المناطق حتى وصل الأمر للبلطج والسيطرة على عمليات البيع والشراء وتحديدًا فى الأراضى ببعض المحافظات، استغلالًا لغياب الدولة أو «طناشها» فى تلك المناطق.. وبالطبع يدعون هؤلاء البلطجية أنهم من ثوار ٣٠ يونيو الذين كانوا يطاردون الإخوان ويتمتعون بحماية أمنية.. والثورة بريئة منهم.. بل ومحاربة ومطاردة الإخوان براء منهم أيضًا.. فهم يمارسون البلطجية فى أى وقت ويدعون الحماية من أى نظام.
وبالطبع لا تستثنى القاهرة والجيزة من ذلك الإهمال.. بل إن الصورة فيهما أوضح فى المخالفات والإهمال وغياب المسؤولين المحليين وفى الأحياء عن قيامهم بدورهم ووظائفهم ومسؤوليتهم.
فلا السيد محافظ القاهرة قدّم أى جديد أو حلولًا لأزمات المحافظة خلال فترته. (ويقال إنه سيظل فى منصبه).. ولا السيد محافظ الجيزة فعل أى شىء.. ويكتفيان بالجلوس فى مكاتبهما أو مرافقة رئيس الوزراء أو الظهور عندما يتم طلبهما من رئيس الدولة.
وهو ما ينطبق على جميع المحافظين الذين التزموا مكاتبهم ولا يمارسون أى شىء لصالح المواطن.. وعلى طريقتهم السادة المديرون الكبار ورؤساء المدن والقرى.. فهم لا يجدون مَن يحاسبهم على تقصيرهم.
فالكل ينتظر حركة المحافظين التى كان مفروضًا أن تكون مرتبطة بتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى منصبه كرئيس للدولة فى شهر يونيو الماضى.. لبدء مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة والاهتمام بالمواطنين فى كل المجالات والقضاء على البلطجة التى أصبحت عنوانًا لمرحلة جرى استغلالها لتشويه الصورة العامة لثورة ٢٥يناير لكى تتحول إلى مؤامرة لخراب البلاد.. ومحاربة الإهمال الذى يشرف عليه بعض المسؤولين.
إن الأمر فى كل محافظات مصر أصبح عشوائيًّا أكثر مما كانت.. وكل يوم تزيد تلك العشوائية ربما إلى أمر لا يمكن معالجته بعد ذلك.
فيا أيها الذين تديرون البلاد.. أين حركة المحافظين؟
وبالله عليكم لا تفكروا بالطريقة القديمة وبنفس الاختيارات التى تؤدى إلى أزمات أكثر.. وبلطجة أكثر.. وإهمال أكثر للمواطنين
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>