طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بوضع المدينة البيزنطية الفريدة بوادى فيران على قائمة التراث العالمي باليونسكو خاصة وأنها تمتلك عناصر تفرد آثرية ومعمارية وتاريخية تؤهلها لذلك بكونها مدينة بيزنطية متكاملة من القرن الخامس والسادس الميلادي.
وأوضح ريحان، في تصريح له اليوم الجمعة، أن المدينة الأثرية كان بها أقدم كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير طور سيناء في القرن السادس الميلايى والذي تحول اسمه لدير سانت كاترين في القرن العاشر الميلادي.
وقال ريحان "إن تلك المدينة تحوي عدة طرز معمارية لكنائس بيزنطية قلما تتجمع في مكان واحد وتعتبر مدرسة معمارية لطرز الكنائس وتطورها كما تميزت مبانيها بالتفاعل بين الأثر والبيئة باستخدام الأحجار الرملية الحمراء والجرانيتية في بناء الكنائس والتي تتوفر بوادي فيران وكذلك الاستفادة من الطفلة التي تحملها السيول في البناء وتغطية الجدران".
وأضاف أن المدينة تتوفر لها الحماية لكونها مسجلة كأثر بالقرار رقم 1616 لسنة 1995 ولمجاورتها لدير البنات الحديث الذى يقمن به الراهبات التابعين لدير سانت كاترين والذي يحوى كنيسة بنيت عام 1970 تسمى كنيسة سيدنا موسى وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979 خصص للراهبات.
وأشار خبير الآثار إلى أن المدينة الأثرية ترتفع عن سطح المنطقة حولها وبعيدة عن مساكن أهل قرية وادى فيران كما يوفر لها وادى فيران حماية طبيعية لكونه وادي ضيق طوله 5كم وعرضه ما بين 250 إلى 375م ويحده من الشمال جبل البنات ومن الجنوب جبل سربال ومن الشرق جبل أبورا ومن الغرب جبل هداهد مما يمثل حماية طبيعية للمدينة الأثرية.
وتابع ريحان أن آثار المدينة تقع بمنطقة تل محرض المجاورة لدير البنات الحديث ومساحته 400م طول 200م عرض، وبنيت أسوارها من الجرانيت والأجزاء العليا من الطوب اللبن ويتراوح سمك السور المكتشف ما بين 185 إلى 200م ، كما أنه بالمدينة يوجد بقايا لمنازل عديدة وبمعظمها درجات سلم تؤكد أنها كانت من دورين وجدرانها من الطوب اللبن فوق أساسات من حجر الدبش الجرانيتى ومن الكتل الحجرية المتراكمة فى مجرى السيول وبقيت هذه الأساسات الحجرية بينما تهدمت جدران اللبن وتوجد المقابر على أطراف المدينة .
وأوضح أن تل محرض يضم كاتدرائية فيران وهى الكنيسة الكبرى المتواجد بها كرسى الأسقف وتشرف على مجموعة كنائس بالمدينة، وتم الكشف بالتل عن ثلاث كنائس أخرى تميزت بطرز معمارية تتضمن أماكن لمبيت المقدّسين المسيحيين فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء وكذلك باحتواء أحد الكنائس على موقع داخلها لعلاج المرضى واحتواء أحد الكنائس على بئر مياه يمتلئ تلقائياً بمياه السيول.
وأكد ريحان أن مدينة فيران أنشئت على أنقاض مدينة للعرب الأنباط الذي بدأ نشاطهم بسيناء منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي حتى نهاية دولتهم عام 106م ولهم آثار عديدة بسيناء مثل الميناء البحري بدهب والمركز التجاري بمنطقة قصرويت بشمال سيناء وكانت عاصمتهم البتراء بالأردن وقد بنيت منازل العرب الأنباط بالحجر الجرانيتي وقد كشف عنها بحفر مجسات في أرضية تل محرض كما كشف عن معبد للأنباط بتل محرض.
وأشار إلی جبل هام أمام مدينة وادي فيران كان مقراً للمتوحدين الأوائل بسيناء وقد كشف به عن عدة قلايا وكنائس بطرز معمارية مختلفة ، وهو جبل الطاحونة، الذي يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر ويحوى كنيستين من القرن الخامس والسادس الميلادي وقد شاهد علماء الحملة الفرنسية إحدى هذه الكنائس على قمة جبل الطاحونة بالإضافة إلى عدة قلايا بالجبل.