- الشابي صاحب القصيدة الشهيرة "اذا الشعب يوما أراد الحياة"
- شاعر وجداني يمتاز شعره بالرومانسية وسهولة الألفاظ
- توفي عام 1934 ودفن في توزر
"إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر".. هكذا ردد الثوار في كل بلاد الربيع العربي عقب فورتهم من أجل اقتلاع الفساد والظلم، وتأسيس مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية بدءاً من تونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا وغيرها من البلدان العربية.
صاحب بيت الشعر الشهير لم يختلف عن هؤلاء المنادين بالحرية حيث كان شابا مثلهم في مقتبل عمره، الا ان كلماته صارت عنوانا لأحرار العرب، وملهمة لثوراتهم، انه التونسي الشاب "أبو القاسم الشابي المولود عام 1909 والمتوفي عام 1934 عن عمر يناهز 25 عاما.
أبو القاسم الشابي قيل عنه انه شاعر وجداني وهو برغم صغر سنه شاعر مجيد مكثر يمتاز شعره بالرومانسية فهو صاحب لفظة سهلة قريبة من القلوب وعبارة بلاغية رائعة يصوغها بأسلوب أو قالب شعري جميل فهو بطبيعته يرنو إلى النفس الإنسانية وخوالجها الفياضة من خلال توسيعه لدائرة الشعر وتوليد ومسايرة نفسيته الشبابية في شعر جميل وابتكار أفضل للمواضيع المختلفة بحيث جاءت قصيدته ناضجة مؤثرة في النفس خارجة من قلب معني بها ملهما إياها كل معاني التأثر النفسي بما حوله من حالة طبيعية مستنتجا النزعة الإنسانية العالية لذا جاء شعره متأثرا بالعالمين النفسي والخارجي.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365 هـ.
ويعبر الشابي أجمل تعبير عن أنوار تونس والمغرب العربي التي استفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون والحصري القيرواني وابن رشيقو غيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية أو مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب والشرق والذي ظل مدافعا عن الثغور ولم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول الشابي.