أكد وزير الاثار ممدوح الدماطي ان هدف زيارته لباريس هو دعم العلاقات بين مصر واليونسكو وتلبية لدعوة الرئيس التنفيذي للمنظمة وسفير مصر باليونسكو الدكتور محمد سامح عمرو لحضور الندوة الدولية التى نظمها كل من الوفد وسكرتارية المنظمة وجمعية أصدقاء المتاحف المصرية بباريس والتي تعقد تحت عنوان "ثلاثة متاحف مصرية: متحف الفن الاسلامي، المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف اليونانى والرومانى بالإسكندرية".
واكد- في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم/الأربعاء/- ان الزيارة ترمي أيضاً الى طرح االرؤية المصرية للتعاون المستقبلي مع المنظمة لا سيما فيما يخص المتاحف خاصة انه كان هناك زيارة لوفد من المنظمة في شهر سبتمبر الماضي لدعم المتاحف المصرية و القاهرة التاريخية.
وأعرب عن أمله ان يشمل دعم اليونسكو المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بخلاف متحف الحضارة ومتحف الفن الاسلامي وذلك عقب اللقاءات التي أجراها مع مدير عام اليونسكو السيدة ايرينا بوكوفا، ومديرة منظمة المتاحف العالية "الأيكوم" السيدة كاترين هوجلوستين روبرت.
وذكر ان اليونسكو لا تقوم بتوفير دعم مادي مباشر ولكنها المظلة التي من خلالها يتم تمويل المشروعات من جهات دولية مختلفة، الا انها توفر الخبراء الذين يقومون بأمور متعددة منها توفير التدريبات للعاملين في مجال المتاحف، وتقدم الدراسة حول كيفية التطوير إضافة الى المصداقية التي تضيفها على المشروعات العملاقة، لافتا في هذا الصدد الى مشروع مكتبة الاسكندرية.
واكد د. الدماطي انه لمس خلال زيارته اهتماما من اليونسكو بالتراث المصري والتي بادرت بإظهار جدية في التعاون خاصة مع تحرك الحكومة المصرية في الفترة الاخيرة للحفاظ على التراث المصري، " فاليونسكو تعطي الدعم عندما ترى الحكومات نفسها تدعم أنفسها".
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها وزارة الأثار، قال د.الدماطي ان هناك عدة تحديات أمام وزارة الأثار أهمها التحدي المالي حيث ان تراجع معدلات السياحة بعد ثورة ٢٥ يناير أثر سلبا على دخل وزارة الآثار وبالتالي توقفت عدة مشروعات أثرية بعضها مستمر ولكن ببطء.
وأكد ضرورة" التفكير بأساليب غير تقليدية لدعم وزارة الآثار مديا من خلال إمكانيتها وذلك عبر تطوير "ورشة النماذج" وهي ورشة خاصة بالنماذج الأثرية تابعة لوزارة الآثار تقوم بعمل نماذج ومنتجات متميزة ولكنها غالية الثمن ولا تستطيع ان تنافس السوق، مشيرة الى ضرورة الاهتمام بتلك الورش ليكون لديها انتاج متنوع وتنافسي يمكن طرحه في السوق حتى لا تكون قاصرة على منافذ البيع الخاصة بوزارة الاثار.
وأضاف ان الوزارة نسعى لتنظيم معارض خارجية لدعم الآثار المصرية وداخلية في مناطق جديدة مثل شرم الشيخ والغردقة لجذب السائح الى نوعية أخرى من السياحة بخلاف السياحة الشاطئية.
كما أشار إلى أن هناك إعادة دراسة لبعض المناطق أو المباني الأثرية التاريخية الإسلامية لاستخدامها مرة أخرى لتدر دخل أيضاً وتلك هي الأنماط التي يتم العمل بها حاليا لدعم دخل وزارة الآثار.
وأوضح ان هناك أيضاً تحدي الانفلات الأمني في بعض الأماكن الاثرية والذي أدى الى نهب الكثير من الاثار في الفترة الماضية.
واكد ان القبضة الأمنية عادت مرة اخرى الا ان وزارة الآثار بدأت في اتخاذ إجراءات أخرى و هي تجميع المخازن المتفرعة في لأماكن الاثرية البعيدة لتكون في مخزن مركزي موحد للحفاظ على هذه الاثار.
وأضاف ان المناطق التي تشهد تعديات نستطيع ضمها الى الأماكن الاثرية المزارة و بالتالي تفتح للجمهور و يتم تأمينها.
وقال الوزير ان هناك آليتين لإعادة الاثار المهربة اما بالطريقة الدبلوماسية او بالتقاضي من خلال القضاء المحلي للدولة و عادة تعود الاثار بالطريقة الدبلوماسية اذا كانت مسجلة لدى وزارة الأثار.
ومن ناحية اخرى، عبر وزير الاثار عن أسفه ازاء الإشاعات التي يتم تروجيها دون سند على مواقع التواصل الاجتماعي و بعض وسائل الاعلام مثل ما أشيع مؤخراً عن هرم سقارة حيث زعم البعض عن ان الهرم ينهار من الداخل والبعض ذهب ليقول ان الهرم خرج من قائمة التراث العالمي لليونسكو، مؤكدا ان تلك الأخبار تم تكذيبها رسميا من وزارة الاثار داعيا الى تحري الدقة و ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية, معتبرا إياها محاولات للإضرار بالسياحة و لها توجهات خاصة.
وفيما يتعلق بأخر إنجازات وزارة الأثار، أشار د. الدماطي الى الانتهاء من شارع المعز و افتتاحه و كذا افتتاح متحف السويس في سبتمبر الماضي، مضيفا انه خلال الشهر الجاري سيتم افتتاح الكنيسة المعلقة و متحف المجوهرات بالإسكندرية.
وتابع " هناك مشاريع اخرى قومية نتبناها بالتعاون مع اليونسكو و منها القاهرة التاريخية و اعادة رونقها القديم من تنظيف للشوارع و اعادة ترميم المباني و الأثار بها و تجهيز الشوارع، اضافة الى مشروع اخر وهو تطوير المنطقة الاثرية شرق و غرب قناة السويس لتكون بانوراما للقلاع العسكرية القديمة على مر التاريخ.
واختتم قائلا انه ستفتتح مناطق جديدة في مارينا العالمين والفيوم ويتم ضمها للمناطق الأثرية ، كم ستفتتح ساحة أبو الهول في منطقة الجيزة أمام للجمهور اعتبارا من نوفمبر المقبل.