أبدع منير من خلال موسيقاه الدافئة والمجنونة أحيانًا، ويطل علينا دائمًا بأغانى أثرت في وجدان الشعوب، فالحق يقال إن منير أصبح من أكثر المغنين العرب شعبية وسط الجماهير خاصة في السنوات الأخيرة، من خلال أغانيه العميقة والهادفة التي اختلطت فيها موسيقى الجاز بالسلم الخماسي النوبى، وأسلوب أدائه ومظهره غير الملتزم بتقاليد الطرب والمطربين، وبخاصة شعره النامي "المفلفل" بفوضى وطريقة إمساكه بالميكروفون ووقوفه وحركاته العصبية الغريبة أثناء الغناء.
البداية "هجرة إلى القاهرة"
محمد منير من مواليد قرية منشية النوبة بأسوان تلقى تعليمه المبكر وقضى فترة شبابه هناك، قبل أن يهاجر مع أسرته للقاهرة، بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالى في أوائل السبعينيات.
تخرج في كلية الفنون التطبيقية بالتحديد من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون جامعة حلوان، وأثناء دراسته استمع إليه زكي مراد الشيوعى النوبي بالصدفة، وأعجبه طريقة غنائه، وأوصى عبد الرحيم منصور، الشاعر المعروف آنذاك بالاستماع إليه، وكبرت الدائرة لتشمل الملحن أحمد منيب، فأخذ في تدريبه على أداء ألحانه والألحان غير النوبية، ثم بدآ في الاستعانة بكلمات معارفهم من الشعراء عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد، ومن هنا كانت بداياته.
إخفاق ثم نجاح كبير
كانت بداياتة الفنية من خلال غنائه لرفاقه في الجيش، لذا نجده دائمًا يطرح العديد من الأغانى الوطنية والتي كانت أبرزها أغنية "إزاى" التي طرحها أيام ثورة 25 يناير، بعدما ظلت حبيسة أدراج نظام مبارك الذي رفض ظهورها للجمهور، بعدما أهداها منير للتليفزيون المصري ورفض عرضها.
أما البداية الحقيقية فكانت بانضمامه إلى الموسيقار الكبير هاني شنودة، بعدما لحن ووزع له بعض الأغاني الغربية الطابع، بل إن شنودة جلب أعضاء فرقته الحديثة وقتها والتي سماها "فرقة المصريين" يرددون ويعزفون أغاني الألبوم الأول لمنير الذي لم يصادفه النجاح.
وتلا ذلك ألبوم من إنتاج نفس الشركة التي اقتنعت بتلك المجموعة، والتي أتى شنودة إليها بيحيى خليل وفرقته، فنجح الألبوم وتبعته نجاحات متتالية في ألبومات نتاج لتعاون كامل مع فرقة يحيى خليل وملحنين وكتاب شباب وكبار، وتنوعت التجارب وأثراها اتجاه منير للدراما، والغناء بلهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى الجيل وخلطها بين القوالب، ومرت السنوات التي شهدت نجاح منير حتى أصبح الملك الذي لا ينافسه أحد، وصنع لنفسه حالة خاصة جذبت إليه الجمهور، وجعلت له شكله وقالبه الخاص الذي لا يستطيع أحد منافسته فيه.
50 يوم زواج
تزوج من فتاة من خارج الوسط الفنى من أصل نوبى تعيش بالعاصمة الفرنسية باريس، تدعى "داليا محمد يوسف"، حيث تعرف عليها صدفة عن طريق أحد الأصدقاء المشتركين بينهما، وعلى الفور دارت بينهما قصة حب سريعة لم تستغرق أسابيع، حتى أعلن منير عن نيته في الزواج منها، وفضل الكينج حضور أقاربه فقط وهو نفس الوضع بالنسبة لأسرة عروسته، فلم يرغب في حضور أحد من أصدقائه من داخل أو خارج الوسط الفنى، وما لبث وانفصلا عن بعض بعد أقل من 50 يوما فقط، حيث لم يفصح منير عن الأسباب ورد على ذلك بأنه مواقف شخصية لا يجوز لأحد التدخل فيها.
ألقاب منير
نال منير العديد من الألقاب التي أطلقت عليه والتي كانت أبرزها لقب "الملك"، نظرًا لتمثيله في مسرحية "الملك هو الملك" من تأليف الأديب السورى العظيم سعد الله ونوس، وإصداره لألبوم يحمل نفس الاسم ويضم أغنياته التي غناها خلال هذه المسرحية السياسية، ولقب بـ "ملك الغناء"، "جوهرة مصر السمراء"، "صوت مصر"، "ابن النيل"، وأطلق عليه "صوت مصر"، "حدوتة مصرية"، "مطرب الثورة"، و"بوب مارلى الشرق".
حدوتة مصرية
منذ نشأته الفنية ومنير يهتم ببلاده من خلال الأغانى التي أثرت في وجدان ومشاعر الجمهور الذي عشقه، لذلك كانت الأغانى الوطنية هدفًا أساسيًا لابن النوبة، الذي تربى على عشق تراب هذا الوطن، والتي كان أبرزها أغنية "إزاي" التي عبرت بكلمات قليلة عن الحالة الثورية التي شهدتها مصر أيام ثورة 25 يناير، ومؤخرًا إصداره لأغنية "متحيز" والتي طرحها بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر العظيم، كما أنه قدم ما بين الأغنيتين أغنية أخرى حملت عنوان "مالك خايفة ليه"، وقدم من قبل أغنية "بلاد طيبة"، وهى من أروع الأغانى الوطنية التي تم غناؤها لمصر.
موهبة كبيرة
لم تقتصر موهبة الكينج على مجرد الغناء فقط، بل اتسعت لتشمل أداء تمثيليا رائعا في السينما والمسرح والتليفزيون، حيث قدم منير العديد من الأعمال السينمائية المهمة، والتي كانت أبرزها فيلم " المصير " مع الفنان نور الشريف وخالد النبوى، كما قدم أفلامًا لم تر النجاح الكبير بحجم ما رأه في فيلم المصير، حيث قدم فيلم "حدوتة مصرية"، "يوم حلو ويوم مر"، "دنيا"، "حكايات الغريب" وغيرها من الأعمال الفنية الجيدة.
أما على خشبة المسرح فقدم منير مسرحية "الملك هو الملك" والتي عرضت عام 1988 في الإسكندرية، وأعيد عرضها عام 2006 الماضى، كما قدم عرض "ملك الشحاتين" و"مساء الخير يا مصر".
وفى الدراما اقتصر على الاشتراك في عملين فقط من خلال مسلسلى "جمهورية زفتى عام 1999، و"على عليوة ".
منير وألبوماته الفنية
قدم الكينج 25 ألبومًا منوعًا ما بين الرومانسى والوطني والحزين، والذي استطاع من خلالهم أن يصل إلى العالمية، حيث كان أول ألبوماته "بنتولد" عام 1978، والذي استطاع من خلاله أن يعرف الجمهور بطريقة الغناء النوبي الجديد، ومر على منير الكثير من السنوات الفنية المميزة بعد هذا الالبوم، حيث قدم "علموني عنيكي" عام 77، و"شبابيك" 81، و"اتكلمي" 83، و"برىء" 86، و"وسط الدايرة" 87، و"شوكولاتة" 89، و"يا إسكندرية" 90، و"مشوار" 91، و"اسامينا" 91، و"الطول واللون والحرية" 92، و"الليلة يا سمرا" 93، و"افتح قلبك" 94، و"ممكن" 95، و"من أول لمسة" 96، و"الفرحة" 99، و"في عشق البنات" 2000، و"أنا قلبى مساكن شعبية"، 2001، و"الأرض والسلام" 2002، و"أحمر شفايف" 2003، و"حواديت" 2004، و"امبارح كان عمرى عشرين" 2005، و"طعم البيوت" 2008، و"رباعيات في حب الله" 2009، واخيرًا ألبوم "يا أهل العرب والطرب" عام 2012.
انتشار عربى
منير المطرب المصري الوحيد الذي قدم أعمالًا من تراث أكثر من دولة عربية:
تونسي: "تحت الياسمينة"، مغربي "حكمت الأقدار"، أردني "يا طير يا طاير"، نوبي "الله لون ونعناع الجنينة وويلي"، سوداني "وسط الدايرة ومساكن شعبية".
- أول مطرب مصري يغنى لفلسطين والانتفاضة أغنية "القدس" في ألبوم "بريء" عام 1986.
- أول مطرب مصري يغنى للبنان، وبطلة الجنوب اللبناني الشهيدة سناء المحيدلي، في أغنية "أتحدى لياليك" في ألبوم "وسط الدايرة" عام 1987.