- مجدي صابر: أغلب أفلام حرب أكتوبر قصص اجتماعية تناولت الحدث بشكل سريع
- ماجدة موريس: منتجو القطاع الخاص يجدون أن تنفيذ الأعمال ذات الصبغة القومية مكلف جد
- أحمد فؤاد سليم: حرب أكتوبر مليئة بالكواليس والحواديت
أكد عدد كبير من النقاد والمبدعين أنه لم يتم حتى الآن تقديم عمل فني شامل يتناول تفاصيل وكواليس انتصارات 6 أكتوبر المجيدة بما يتناسب مع هذا الحدث الجلل.
وأشاروا إلى أنه على الرغم من أن أغلب الأعمال التي تم تقديمها عن ذكرى انتصارات أكتوبر كانت في مجملها جيدا، إلا أنها لم تتعرض للتفاصيل أو الكواليس الخاصة بالحرب، داعين إلى ضرورة دعم الدولة لتصوير فيلم يخلد ذكرى انتصارات أكتوبر، خاصة أن تقديم عمل ضخم عن الحدث سيحتاج إلى تكلفة عالية.
وقال الكاتب والسيناريست مجدي صابر إنه "لم يتم حتى الآن تقديم عمل سينمائي يتناسب مع حجم هذا الإنجاز العظيم الذي حققه المصريون في حرب أكتوبر، حيث لم يتم التطرق إلى تفاصيل الحرب والكواليس المحيطة بها ودور الأجهزة المصرية في تحقيق هذا الانتصار العظيم بالشكل المناسب"، مشيرا إلى أن "الأفلام التي تم تقديمها في هذا الإطار كانت في أغلبها قصص اجتماعية تناولت الحدث بشكل سريع".
وأضاف صابر أن "تصوير عمل ضخم عن هذا الإنجاز الكبير يتطلب ميزانية ضخمة لا تستطيع أي جهة خاصة تنفيذه بمفردها"، داعيا إلى ضرورة مساهمة قطاع الإنتاج أو مدينة الإنتاج إلى جانب دعم القوات المسلحة ومشاركة خبراء متخصصين في الحرب، لتنفيذ عمل سينمائي ضخم يتناول جميع التفاصيل والكواليس بها حتى يكون الأمر موثقا.
ودعت الناقدة السينمائية ماجدة موريس إلى ضرورة مساهمة الدولة في تنفيذ عمل سينمائي ضخم عن حرب أكتوبر، خاصة أن أغلب منتجي القطاع الخاص يجدون أن تنفيذ الأعمال ذات الصبغة القومية مكلف جدا وأن تحقيق الأرباح يبدو أمرا غير مؤكد بالنسبة لهم.
وقالت موريس إن "معظم الأعمال التي تم تقديمها عن حرب أكتوبر في مجملها متوسطة المستوى"، لافتة إلى وجود عشرات القصص التي كتبت لتحويلها إلى أفلام وتتناول قصص وكواليس عن الحرب من بينها للكاتب جمال الغيطاني لم تنفذ حتى اليوم بسبب المشكلة الإنتاجية.
وأضافت: "نحن أمام معادلة صعبة، فما تستطيع أن تقدمه لابد أن يحظى برعاية الدولة، ولابد أن تساهم الدولة في إنتاج تلك الأعمال".
وأكد الفنان أحمد فؤاد سليم أن "حرب أكتوبر لم يتم تناولها حتى الآن بالشكل المناسب"، مشيرا إلى أنه "تم التركيز على الشخصيات دون التركيز على التفاصيل والكواليس الخاصة بالحرب".
وقال فؤاد سليم إن "حرب أكتوبر مليئة بالكواليس والحواديت التي كان ينبغي التركيز عليها"، وروى سليم من الذكريات التي لن ينساها عندما كان مجندا بالجيش إحدى القصص عن حرب أكتوبر عن زميله المجند سيد أبو العباس الذي كان يتمتع بحسن الخلق.
وأضاف: "قبل اندلاع الحرب بساعات كان سيد أبو العباس عائدا من إجازته وبعد أن رحبت به قلت له أشعر بأن الحرب ستكون غدا، فأبلغني أنه ترك زوجته في مدينة الإسكندرية وعليه التوجه لاصطحابها وإحضارها إلى بلدتهما بمنيا القمح بالشرقية، وأنه سيكون متواجدا معي خلال أقصر وقت ممكن، وكنت في موقف حرج وصعب للغاية، وبالفعل عاد "سيد أبو العباس" وتم توزيعه على المعابر وعلمت أنه استشهد في الحرب، وبمرور الأيام، فوجئت بأحد الجنود يسأل عن الشهيد سيد أبو العباس وبسؤاله أبلغني أنه شقيق زوجته وأنه يؤدي الخدمة في فرقة على الحدود الليبيبة وعندما أبلغته أنه استشهد في الحرب انهار أمامي، وقال لي: جئت كي أنقل لسيد أبو العباس خبرا يفرحه بأن الله سيرزقه بمولود قريبا بعد سنوات طويلة من الانتظار، وأن الليلة التي كانت تسبق الحرب بساعات التي توجه فيها لاحضار زوجته إلى بلدتهما أخصبها فيها..ومجمل القصة:"انسان يموت وآخر يولد".
ودعا أحمد فؤاد سليم إلى ضرورة مساهمة الدولة في تنفيذ عمل سينمائي ضخم يتناول تفاصيل وكواليس الحرب، نظرا لأن تلك النوعية من الأعمال السينمائية يتطلب تنفيذها ميزانية هائلة ويصعب على أي جهة إنتاج خاصة القيام بذلك بمفردها.