
لم يكتف المخرج أحمد عبد الله بالاعتراض على عدم فوز فيلمه «فرش وغطا» فى التصويت الثانى للجنة، التى شكلتها نقابة السينمائيين -لاختيار أفضل فيلم مصرى لتمثيلنا فى أوسكار أفضل فيلم أجنبى- ولكنه اتهم على عدد من شبكات التواصل الاجتماعى اللجنة فى ذوقها، بل انحيازها إلى السينما التقليدية ولاسم محمد خان، مخرج «فتاة المصنع»، باعتباره صاحب تاريخ على حساب الآخرين. ولا أدرى كيف لم يذكر أو يتذكر مخرجنا الشاب أن نفس هذه اللجنة فى العام الماضى اختارت فيلما لمخرج ينتمى إلى ما دأبنا على أن نصفها بـ«المستقلة»، وهو إبراهيم بطوط، وفيلمه «الشتا اللى فات»، بطولة عمرو واكد، فى الحقيقة أن شباب الإبداع لا يقترن بالضرورة بشباب المخرجين.
كما أن الأمر ليس متعلقا بنوع من الأفلام تميل إليه اللجنة، ولا هو انحياز للكبار على حساب الشباب، ولكن اللجنة وأنا أحد أعضائها كانت لديها قناعاتها فى الإعلان عن تلك النتيجة، وفى كل الدُنيا لا يوجد فى التقييم الفنى رأى مطلق ولكن الرأى يعبر فقط عن الأعضاء المشاركين.
من تجاربى أن الإشاعات والأكاذيب مع مرور الزمن تُصبح هى الحقيقة التى يتم فى البداية تناقلها شفاهة، وبعد مرور زمن يتم تدوينها فى الذاكرة الجماعية، خصوصا إذا كان الصمت هو رد الفعل الذى يلجأ إليه عادة شهود العيان، وذلك تحسبا لما دأبنا أن نُطلق عليه «دوشة الدماغ»، وتلك المقولة بأن الأمر لا يستحق، ولكن صدقونى نخسر كثيرا عندما نلجأ إلى خط الدفاع الأول «كبر دماغك»، لأن هذه الحكايات مع مرور الأيام تتفاقم وتدمر الدماغ.
والحكاية أن مساء السبت الماضى امتلأت «النت» بتشكيك حول ترشيح فيلم محمد خان «فتاة المصنع» لجائزة الأوسكار، حيث نافسه فى البداية «الفيل الأزرق» مروان حامد، و«لا مؤاخذة» عمرو سلامة، قبل أن يتم إعادة التصويت مرة أخرى ظهر الأحد على الأفلام الخمسة، بعد إضافة فيلمى آيتن وعبد الله، ليحظى مجددا فيلم خان بالمركز الأول، وبنسبة أفضل من التصويت الأول.
كان نقيب السينمائيين مسعد فودة قد اتصل بى وقال إن المنتج محمد حفظى مستاء مما حدث، لأنه تقدم بفيلميه «فيلا 69» لآيتن أمين، و«فرش وغطا» لأحمد عبد الله، ولم يتم إدراجهما مع الأفلام الثلاثة، سألته: من الذى ارتكب الخطأ؟ أجابنى: أحد أعضاء مجلس إدارة النقابة بحسن نية لم يبلغنا، أجبته: هل تفهم حفظى ذلك؟ قال: شرحت له الموقف، وهو مصر على إعادة التصويت، قلت له: من حقه.
وعلى هذا لم يكن أمام النقابة سوى إعادة التصويت مرة أخرى ليحصل «فتاة المصنع» مجددا على تسعة أصوات من بين 14 صوتا فى لجنة التحكيم، بينما فيلم «الفيل الأزرق» 4 أصوات، و«فيلا 69» صوت واحد، حيث لم تتمكن النقابة من الوصول إلى ثلاثة أصوات، لأن العدد 17، وهو كما ذكرت قبل يومين رقم كبير ينبغى اختصاره فى المرات القادمة.
المفروض أن يقف الأمر عند تلك الحدود، وأن نحافظ جميعا على الوقوف خلف الفيلم المصرى الذى حظى بالأغلبية فى تصويت ديمقراطى. تفهمنا فى البداية دوافع غضب حفظى وعبد الله وآيتن، فهو لا شك كان غضبا مشروعا، إلا أن استمراره على شبكة التواصل الاجتماعى أجده ليس فى صالحنا على الإطلاق.
يبدو أن حفظى وآيتن تفهما الموقف تماما، ويبقى أحمد عبد الله الذى أراه بهذه التصريحات يبدو كأنه يضرب «كُرسى فى الكلوب».
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>