كشف الكاتب الصحفى أسامة شلش عن كواليس حوار دار مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى خلال إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته بالأمم المتحدة والتى جسدت أحاسيس الخال الوطنية وتغلبها على مشاعر قد تقهر جموع من البشر أو لا يدركها من لاينتمى لمدرسة الوطنية المصرية.
روى شلش عبر مقالتة اليوم بجريدة "الاخبار" قصة قصيرة كان فارسها الخال الابنودى قائلا: إنه صباح كل أربعاء يتواصل مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي ليرسل لي يومياته التي تنشر صباح الأحد في كل أسبوع حيث يظل يتابعني للتأكد من وصولها ثم جمعها ثم يراجعها كلمة كلمة معي وفي الأسبوع الماضي تعرض شاعرنا لأزمة صحية كبيرة تركت آثارها عليه الأمر الذى على غراره فاجأني الأبنودي صباح الثلاثاء بانه سيعتذر عن كتابة اليوميات وإنه سيرسل خطابا لياسر رزق رئيس التحرير ورئيس مجلس الادارة الذي نجح في أن يعيد الشاعر الكبير لقرائه وارسل بالفعل يعتذر مؤكدا ان السبب هو عدم قدرته علي الكتابة لظروفه الصحية الحرجة مما انتابتنا حالة حزن، بالإضافة إلى الزملاء المسئولين عن صفحة الرأى بجريدة الاخبار لأن الأبنودي قيمة كبري يعز علينا حتي ولو كان المرض هو السبب ألا نري يومياته صباح الأحد من كل أسبوع علي صفحات «الأخبار».
اعرب شلش عن استسلمنا للأمر الواقع فمتابعتي لحالة الخال من خلال أحاديثي اليومية معه تليفونيا أو زياراتي الدائمة له تجعلني أؤكد انه لما يتوقف عن الكتابة شعراً أو حتي اليوميات فهو إذن في حالة صحية غير عادية ووصل به الحد إلي أن يقول في كل ردوده لا علاج الرئة في حالة توقف.
ولكن الذين يعرفون الخال وقريبون منه يعرفون له اكسيرا يرد فيه الروح تماما وينفصل جسد الأبنودي المنهك عن الأبنودي الشاعر والكاتب وهو ما فاجأني به بعد أن شاهد وسمع ورأي وانفعل كمثل كل المصريين بخطاب الرئيس السيسي في الأمم المتحدة بمجرد انتهاء الخطاب سارع الابنودي بالاتصال بي كعادته وهو يردد ايه العظمة دي ده حاجة وحالة يفتخر بها كل مصري ياتري من كتب له هذا الخطاب التاريخي العظيم ووعدته بالسؤال وتناقشنا وكنت علي يقين انه سوف يحول احساسه بالخطاب إلي يوميات كما عرضت عليه وفي صباح الخميس جاءني صوته مختلفا عن صوته صباح الثلاثاء حيث كان الاعتذار ردت فيه روح الحماسة وارسل لي اليوميات التي سهر الليل لكتابتها في حالة الانفعال الكامل بالخطاب وهي اليوميات التي ظهرت يوم الاحد الماضي.
وأكد شلش ان خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد لنا الأبنودي بأكسير الحياة لمحبيه تماما كما عاش الابنودي علي الملاحم الكبري بداية من بناء السد العالي ومرورا بحروب ٦٧ والاستنزاف لقد سارت كلمات الرئيس كالدواء الشافي في جسده الواهن المنهك فعاد لنشاطه الذهني والفكري رغم كل الضعف الجسدي الرهيب الذي أدرك تماما معاناته منه فهو لا يعرف الشكوي إلا إذا كان فعلا متعباً ومريضا.