نحب فنندفع ونفكر فنتراجع وما بين مشاعرنا وعقلنا تتأرجح علاقة الحب وتقع "خطايا الشهد" حتى تستقر العلاقة أو ربما تنتهي، فهل يغفر الحب جميع الأخطاء التي تفرق بين المحبين؟ وهل يجب أن ننال نصيبا من الإثم لنسامح ونتقبل أخطاء غيرنا؟
وما بين صدق المشاعر وقسوة الواقع تسرد الكاتبة المصرية الشابة مروة سمير (32 عاما) قصتى الصديقتين مريم وغادة، الأولى.. فتاة حالمة زادها الخيال تؤلف الروايات وتؤمن بالحب لكن حين يتعارض هذا الحب مع طموحها ومخاوفها الدفينة تهرب منه وتؤثر الواقع على الخيال لكن القدر يمنحها فرصة ثانية ومع الشخص ذاته الذي كان خطيبها في السابق وتركته من أجل الكتابة.
والثانية.. زوجة وأم ترى نفسها شخصا مثاليا أفضل وأرقى من كثيرين حولها ومع ذلك لا تلقى المعاملة اللائقة التي تستحقها وينمو داخلها شعور بعدم التقدير من زوجها وعدم الرضا عن أفعاله التي تجرحها لكنه يراها أشياء تافهة لا تستحق هذا الاهتمام فتنشأ فجوة بينهما تبلد مشاعرها تجاهه مما يجعلها تنجذب دون حذر لشخص آخر يمنحها التقدير والاهتمام المفقودين في حياتها.
وبأسلوب رومانسي وكلمات رقيقة يدور صراع بطلتيها وآخرين في دروب العشق والهوى بين (الشهد) الذي تعرفه على لسان مريم بأنه "تلك الفترة في بداية كل قصة حب. الشغف..اللهفة..الاحتراق..الألم اللذيذ!" و(الخطايا) التي تقع على مدى العلاقة بين كل اثنين محبين وتؤثر على كل طرف وعلاقته بالآاخر.
ولعل أبرز ما يميز (خطايا الشهد) انها عفوية تنساب فيها مشاعر الأبطال عبر الصفحات دون كبح ليستشعر القارىء براءة النوايا وصدق الإحساس. كما أن الكاتبة لا تتقمص دور قاضي الغرام أو تسعى لصبغ أفعال المحبين بالأبيض والأسود لكنها تطلق العنان لهم ليرتكبوا ما يرتكبوا من أخطاء ساذجة أحيانا وقاتلة في أحيان أخرى لندرك في نهاية الرواية مدى قدرتنا على التسامح والغفران.
ورواية (خطايا الشهد) الصادرة في 197 صفحة من القطع المتوسط عن دار (ن) للنشر والتوزيع هي الثالثة للكاتبة مروة سمير بعد روايتي (طيف ملاك) و(ماذا يبقى للأبد) في 2011.
وتصب الرواية في دائرة الأعمال الرومانسية التي انحصرت مؤخرا لصالح روايات الإثارة والمطاردة والخيال العلمي والرعب وهو ما مثل تحديا للكاتبة.
وتقول مروة سمير لرويترز "رغم رواج روايات الرعب على الأخص هذه الفترة إلا أن من خلال رد الفعل الرائع على الرواية وجدت القراء يتعطشون للرواية الرومانسية خاصة إذا ما اتسمت بلغة قوية راقية ومشاعر صادقة وقصص أقرب لحياتهم وقلوبهم."
وتستطرد قائلة "الخيال أكبر نعمة للكاتب يأخذه لعوالم ثرية رائعة وخيالي مفعم دوما بشخوص وحكايات تدفعني للكتابة باستمرار لرسم أحلامها بأناملي وتجسيدها ليس على الورق فحسب بل في وجدان كل من يقرأها."
ولا تنفصل الكاتبة عن بيئتها فتستخدم مفردات العصر في عرض ملامح أبطال العمل من خلال تعاملهم اليومي مع شبكة الإنترنت واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي تلعب دورا محوريا في تحريك الأحداث.
وقالت مروة سمير "وسائل الاتصال الاجتماعي والإلكتروني أصبحت أشياء أساسية في حياتنا اليومية وتناولها في الأعمال الأدبية الآن يجعل العمل أقرب للقاريء وللواقع أما تجاهلها فكأنك ترى الواقع بنصف رؤية فقط."
وعما اذا كانت كتاباتها تستهدف التعبير عن مشاعر المرأة في هذا العصر قالت "استغرقت كتابة (خطايا الشهد) ثلاثة أشهر تقريبا لكن الاعداد للشخصيات استغرق وقتا أطول. وأهم ما أردت التركيز عليه هو أن العلاقة بين أي اثنين هي علاقة تكامل وليست صراعا."
وأضافت "أعكف حاليا على كتابة روايتي الجديدة والتي ستكون مختلفة ومفاجئة للبعض لكن سيظل التناول بأسلوب رومانسي لأنه الأقرب لقلبي."