افتتح مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ يصاحبه محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي، معرض "مفاتيح روما"، بمشاركة 13 دولة في روما وأمستردام والإسكندرية وسراييفو بوصفه رحلة تفاعلية إبداعية للتعرف على مدينة الإمبراطور أغسطس والإمبراطورية الرومانية، وعبر مشاهدة ومعايشة أركانها الأربعة، في أربعة مواقع ساحرة، أربع مدن تمثل الحضارة الرومانية.
وضم المعرض أحدث التقنيات لربط الحضارات الإقليمية المنبثقة من الإمبراطورية الرومانية، وإلقاء الضوء على نقاط الاختلاف والقواسم المشتركة فيما بينها عبر عصور الحكم الروماني.
ويعد "مفاتيح روما" معرضا دوليا يستمر بالإسكندرية في الفترة من 24 سبتمبر وحتى نهاية ديسمبر، في أربعة أماكن مختلفة في نفس الوقت، في مدينة روما بمقر متحف فوري إمبريالي الرائع؛ ومدينة الإسكندرية بقاعات متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية؛ ومدينة أمستردام بمتحف آلارد بيرسون المجدد مؤخراً؛ وأخيراً في مدينة سراييفو بمقر مجلس المدينة المرمم حديثاً.
وأشار سراج الدين إلى أن معرض "مفاتيح روما" يعتمد على شبكة التميز العالمية للمتاحف الافتراضية (V-MUST)، وذلك من خلال الربط بين القطع الأثرية الحقيقية، والترميم الرقمي للآثار والبيئات الافتراضية المذهلة، ويستطيع زائر "مفاتيح روما" بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية العودة بالزمن للبحث عن الأجزاء المفقودة واكتشاف المزيد عن حياة أصحابها.
كما يضم المعرض أيضا عرضًا لأحدث التقنيات التفاعلية الغامرة التي تم التوصل إليها لتستخدم خصيصًا في المتاحف.
واستعرض زوار أولى أيام افتتاح المعرض إمكانية العودة بالزمن لمعبد السرابيوم في القرن الثاني، وإلى ميناء الإسكندرية القديم بالقرن الثالث والسادس الميلادي، حيث يرى الزائر مجموعة مذهلة من القطع الأثرية منها قناعا جنائزيا، وبردية هوميروس، وخاتما ذهبيا، وتمثالا لحربوقراطيس. كما سيلعب الزائر دور ماركوس في تعرفه على تاريخ الأجداد.
وسيشاهد زائر المتاحف الأربعة فيلماً معداً بتقنيات مرحلة ما بعد الإنتاج، كالجرافيكس والرسوم المتحركة الحاسوبية ثلاثية الأبعاد، وذلك ليكون بمثابة تمهيداً للمغامرة التي سيخوضها، حيث ينبغي للزائر أن يجد بعض القطع الرئيسية ليكتشف قصة عائلة التاجر، وليعيد تشكيل تاريخ روما.
وسيتمكن الزائر من تحميل تطبيق المصفوفة على هاتفه الذكي، وسوف يستعين بإحدى شخصيات الفيلم لتكون بمثابة مرشداً خاصاً له أثناء الزيارة، وسوف تُقدم لهم المساعدة لإيجاد مقتنيات المتحف، واستخدامها كبوابة للوصول إلى متاحف أخرى.
ومن خلال تطبيق التفاعل الطبيعي (sensor LEAP)، يمكن للزائر من خلال توجيه أصابعه نحو القطعة أن يرى تفاصيل أكثر، وإمكانية إعادة بنائها.
وسيستطيع الزائر من خلال أدموتوم ADMOTUM؛ وهي لعبة معقدة تعتمد على تطبيق التفاعل الطبيعي (sensor KINECT)، استخدام جسده لاستكشاف بيئات ثلاثية الأبعاد ولتخيل وتصور الآثار التي يراها بالمعرض بأماكنها الأصلية. كما سيُتاح الشكل الجديد للتفاعل الذي سيربط بين أدموتوم و هولوبوكس (Holobox) في بعض مواقع المعرض.
ومن خلال تطبيق هولوبوكس HOLOBOX، سيتمكن الزائر من رؤية صور مجسمة عالية الوضوح ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية المعروضة في المتاحف الأربعة. وسوف يُتاح للزائر فرصة التحكم بالقطع الأثرية من خلال استخدام نظام التفاعل الطبيعي (sensor LEAP).
وتعد كافة تقنيات الوسائط المتعددة المستخدمة في المعرض ثمرة أربعة أعوام من التعاون المشترك بين باحثين ومبرمجين من شبكة التميز العالمية للمتاحف الافتراضية.
ويمثل معرض "مفاتيح روما" النتيجة الملموسة لهذه الجهود، كما يطرح نفسه ليكون نموذجاً تقنياً للمستقبل، وشاهداً على نجاح شبكة التميز العالمية للمتاحف الافتراضية (V-MUST) التي تهدف إلى تزويد قطاع التراث بالأدوات الضرورية والدعم اللازم لبناء متاحف افتراضية، تكون تعليمية ومشوقة وطويلة الأجل ويسهل الحفاظ عليها.