تكمل الممثلة الإيطالية العالمية صوفيا لورين، العام الثمانين من عمرها، اليوم العشرون من سبتمبر،والتى تعد من أبرز المواهب التي أنجبتها السينما الإيطالية، والأكثر شعبية فكانت قنبلة الفتنة والإغراء والممثلة الأوروبية الأشهر بلا منازع، وتميزت بعينين ساحرتين وجمال جذاب وجمال الروح وأناقة فى الملبس.
وفي الوقت الذي نجد فيه الكثير من جميلات شاشات السينما يخضعن لجراحات تجميل لإخفاء معالم السنين، لا تخجل النجمة العالمية صوفيا لورين من عمرها ولا تخفيه فهي كانت ومازالت رغم مرور هذه الأعوام إحدى أيقونات الجمال العالمية التي تعود إلى القرن الماضي، وما زالت خالدة في الأذهان وذاكرة السينما.
وقررت لورين الاحتفال بإتمام ٨٠ عاما من عمرها بطرح مذكراتها فى كتاب يسرد تفاصيل حياتها التي شهدت صعودها من الفقر إلى الثراء والعالمية، وهى صوفيا فيلانى سكيتشلونى من مواليد ٢٠ سبتمبر ١٩٣٠ في بوتسوولي بنابولي بإيطاليا، بدأت مشوارها الفني من العام ١٩٥٠ وحتى الآن، حازت على جائزة الأوسكار، كانت تعتبر على نطاق واسع الممثلة الإيطالية الأكثر شعبية في وقتها، كما عدت رمزاً من رموز الإغراء.
وبالأصل تعود لورين إلى أصول فلسطينية من قرية كفر قرع، أمها معلمة بيانو وكانت تطمح في أن تصبح ممثلة، عاشت وأخواتها منذ الصغر دون دعم من الأب، وفي وقت من الأوقات عادت صوفيا وشقيقتها ماريا إلى بوتزوولي قرب نابولي، لتعيشا مع جدة صوفيا من أجل الإنفاق عليهما.
وخلال الحرب العالمية الثانية، كان الميناء ومصنع للذخائر في بوتزيولي هدفا لقصف متكرر من قبل الحلفاء، وخلال إحدى تلك الغارات وفيما كانت صوفيا في طريقها للملجأ من القصف، أصيبت بشظايا في الذقن، بعد ذلك انتقلت الأسرة إلى نابولي حيث أقاموا عند أقرباء لهم ، وبعد الحرب عادت صوفيا وأسرتها إلى بوتزيولي، قامت الجدة بافتتاح حانة ومطعم في المنزل، وببيع المشروبات الكحولية المصنوعة محليا من الكرز.. في حين قامت روميلدا بالعزف على البيانو، وماريا بالغناء، وصوفيا بخدمة الطاولات وغسل الأطباق.
وحين بلغت صوفيا الرابعة عشرة من العمر، اشتركت في مسابقة للجمال في نابولي، ورغم كونها لم تحقق فوزا، إلا أنها اختيرت بين المتباريات النهائيات ، ولاحقا انخرطت في أحد فصول التمثيل واختيرت في دور صغير في فيلم لميرفن ليروي، وأطلق هذا الدور مهنتها كممثلة أفلام لتقوم لاحقا باتخاذ اسمها الفني صوفيا لورين.
تعرفت لورين على كارلو بونتي منتج الأفلام حيث سبق أن التقيا أثناء كونه حكما في مسابقة الجمال التي اشتركت بها لورين في 1950، والذي ساهم في إطلاق نجومية جينا لولو برجيدا، وساعدها في عدد من الأدوار الصغيرة وتزوجا زواجا مدنيا في عام 1966 في فرنسا، وأنجبت صوفيا وكارلو كلا من كارلو بونتي الابن وإدواردو بونتي.. والذى تزوج من الممثلة ساشا ألكسندر في جنيف،سويسرا، وأنجبا ابنة تحمل اسم "لوسيا صوفيا" التى ولدت في 12 مايو 2006.
وبحلول أواخر الخمسينيات، بدأ نجم لورين في التألق في هوليوود، أصبحت نجمة سينمائية دولية بتوقيعها لخمسة عقود مع باراماونت ظهرت بشعر أشقر مستعار وأظهرت مهارات عالية في الأداء، وساهمت في جذب الاحترام إليها بوصفها ممثلة درامية وكوميدية في آن واحد، واكتسبت وقتها مهارات جيدة في اللغة الإنجليزية. وفي الستينيات ، ظهرت في فيلم لفيتوريو دي سيتشا "امرأتان" لتحصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز مهرجانات كان، فينيسيا وبرلين السينمائي كأفضل أداء، كما منحت جائزة أوسكار لأفضل ممثلة، وهي أول جائزة أوسكار تمنح لممثلة ليست الإنجليزية لغتها الأم.
وخلال تلك العشرية كانت لورين واحدة من أكثر الممثلات شعبية في العالم وواصلت تقديم الأفلام في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، مع كبار النجوم وفي عام 1964، بلغ مشوارها ذروته عندما تلقت مليون دولار لقاء التمثيل في أحد الأفلام، وبالرغم من فشل عدد من أفلامها في شباك التذاكر، إلا أن لورين ظلت مثارا للإعجاب، سجلت ما يزيد على عشرين أغنية طوال حياتها المهنية، بما فيها ألبوم عد من بين الأفضل مبيعا والذي يحوي أغاني كوميدية مع بيتر سلرز.
وبمجرد أن أصبحت أما، قللت لورين من عملها الفني، وظهرت في عمرها الأربعيني والخمسيني في أدوار منها آخر فيلم لدي سيكا "The Voyage مع ريتشارد بيرتون، وإيتوري سكولا "A Special Day " مع ماستورياني.
وفي عام 1980، مثلت لورين نفسها إضافة إلى والدتها، فيلما تليفزيونيا عن سيرتها الذاتية، كما احتل اسمها عناوين الصحف فى العام 1982، عندما قضت 18 يوما عقوبة في السجن في إيطاليا بتهمة التهرب من دفع الضرائب، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر في شعبيتها ونجوميتها.
وفى عام 1991 حازت لورين على جائزة الأكاديمية الفخرية، تكريما لإسهاماتها في عالم السينما، وأعلنت كواحدة من كنوز السينما العالمية، وفي عام 1995 نالت جائزة "جولدن جالوب ، سيسل بي ديمايل أوارد" وقدمت فى عام 1993 لجائزة الأوسكار الفخرية لفيديريكو فيليني، وفي عام 1998 قدمت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لروبرتو بينيني وشاركت في العام 2009 في مهرجان توزيع جوائز الأوسكار الواحد والثمانين.