ايجى ميديا

الجمعة , 3 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: حلم «الصفر» السورى

-  
جمال فهمي

وصلتنى رسالة طويلة جدًّا من الصديق العزيز حبيب عيسى، وهو مناضل بارز فى سوريا الشقيقة، أمضى أغلب سنوات عمره يكافح، ويدخل السجون من أجل الحلم، الذى ظل وما زال يداعب خيالنا جميعًا، أى أن نرى قبل أن يحل الأجل، أُمتنا العربية وأقطارنا وأوطاننا تخطو بثبات على أول طريق التقدم والنهوض والتحرر الشامل من شتى صنوف التأخر، ولكى ينعم أولادنا وأجيالنا المقبلة بالعدالة والكرامة والمساواة والحرية.

 

 


فى هذه الرسالة التى اضطررت إلى اختصارها، وانتقيت منها ما اعتبرته درسًا قيّمًا، وعبرة معمدة بالدم لنا هنا فى مصر.. يحكى حبيب ويشرح «من واقع تجربته الذاتية وإحباطاته الموجعة» واحدًا من أخطر وأهم أسباب الإخفاق المروع، الذى استحال مأساة وطنية رهيبة يكابدها حاليًّا أهلنا فى سوريا، وسأترك باقى السطور لكلمات صديقى المناضل وأبدؤها بقوله:

 


«فى عام 2006 وبعد خمس سنوات كاملة أمضيتها فى زنزانة منفردة، خرجت إلى الحرية، وقتها لم يكن بإمكانى مقاومة إغراء المشاركة مع القوى والتشكيلات السياسية والشخصيات الوطنية فى ذلك التحالف الوطنى، الذى أصدر (إعلان دمشق) الداعى لبناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة والديمقراطية، فاشتركت فى مجلسه التأسيسى، وانتخبت فى لجنة المتابعة، لكن ما أن بدأت الممارسة حتى دبَّت الخلافات بين أطرافه، وكان علىَّ أن أنتقل من بذل الجهد لتحقيق أهداف التحالف إلى فض النزاعات بين أركانه، وهى مهمة بدت لى بسرعة (شبه مستحيلة)..

 


وهكذا لم أجد سبيلًا إلا أن أغادر حزينًا مكسورًا إلى عزلة وزنزانة انفرادية جديدة صممتها هذه المرة بنفسى، وبقيت هكذا خمس سنوات أخرى حتى عام 2011، وهبَّت علينا نسائم ما يسمى الربيع العربى، وكان إغراء الخروج من زنزانة العزلة الذاتية لا يُقاوم.. شباب واعد حيوى شجاع تمرَّد على الخوف الموروث، انطلق ينشد التغيير وفتح ثغرة فى الجدار المسدود، لكنه لا يمتلك الرؤية الاستراتيجية والخبرة السياسية، بينما الجيل القديم ما زال أسير فشله وهزائمه وخوفه، رغم أنه يملك الكثير من الخبرة، بيد أنها للأسف ممتزجة بداء الشخصنة والشللية.

 


ومع ذلك، كان لا بد من السعى ومحاولة التشبيك بين الجيلين بشكل ما.. هكذا وجدت نفسى مرة أخرى فى خضم محاولات مضنية مع شخصيات وطنية راحت تجاهد من أجل لم شمل الوطن الممزق لمواجهة القادم من الأيام، وهو لا شك خطير جدًّا.. وقد كان موقفى واضحًا منذ اللحظة الأولى، وخلاصته أننى مع تشكيل كيان وطنى لا يستثنى أحدًا، وإلا لن أكون مع أى طرف ضد آخر مهما كانت المبررات، ومرة أخرى فشلت، وذهبت سدى كل محاولات صنع اصطفاف وطنى قوى، وكان علىّ أن أعترف بهذا الفشل الجديد، خصوصًا وقد انفض عنى كثير من الأصدقاء، بعضهم ذهب ليشكل هيئة التنسيق، وبعضهم الآخر توجَّه لتشكيل المجلس الوطنى، ثم راحت التشكيلات تتوالد بينهما، وبدأ الوضع يتفاقم، إذ صارت هذه التكوينات والهيئات المتناقضة والمتناحرة مشكلة وطنية إضافية، لا سيما أن كل طرف من الأطراف بات يدَّعى أنه الممثل الشرعى الوحيد للثوار، ثم بسرعة تحوَّل الأمر إلى مأساة حقيقية عندما تم الانزلاق إلى فخ مغادرة الساحة الوطنية من قبل الكثيرين، بحجة أن الخارج يتيح لهم حرية الحركة، وتشكيل كيان تمثيلى للشعب السورى، يكون بديلًا عن النظام، غير أن النتيجة كانت تشكيل كيانات وتجمعات ومجالس وتحالفات وائتلافات تعدَّدت بعدد أجندات الأطراف الخارجية، وراح الجميع يتنافسون على استدعاء خيرة الشباب، الذين كانوا صمام الأمان للحراك الثورى على الأرض إلى الخارج، فأدَّى ذلك كله ليس فقط إلى فشل تكوين كيان وطنى تمثيلى حقيقى فى الخارج، إنما أيضًا تشتيت الجماعات الوطنية فى الداخل، ونقل التناحر الدائر خارج الحدود إلى أرض الوطن، حيث تجاوز الخلاف والشقاق إلى صراع مميت ودموى.

 


وفى ظل هذا الصراع المحموم، وانفلاته عن أى ضوابط أو حدود وطنية، إضافة إلى تدخلات خارجية متعددة ومتناقضة الأجندات، تفاقمت مشكلات الوطن، وباتت الغالبية العظمى من الشعب فى سوريا خارج دائرة الفعل، القرار ليس لها، والإرادة مكبّلة بألف قيد وقيد، والصراع يستهدف الأرواح والعمران والممتلكات ويستبيح الحرمات وكائنات غرائزية تتنافس فى التوحّش، الذى قل نظيره، وهكذا فى ظل هذا الواقع الموضوعى النابذ للاجتماع الوطنى فشلت محاولات إعادة ترشيد المسار. فى لقاء مع مبعوث دولى وعربى أخبرنى بحسرة ممزوجة بالسخرية أنه حتى الآن أجرى مقابلات مع 176 تشكيلًا سياسيًّا فى سوريا، وأن كل تشكيل كان يبدأ اللقاء معه بالتعريف: إنه هو الممثل الشرعى لتطلعات الشعب، لقد كان ذلك اللقاء بينى وبينه منذ ما يقارب عامًا مضى، والآن هذا العدد ربما تضاعف!

 


الآن.. لا يملك أى وطنى ما زال يشعر بوخز الضمير إلا أن يعاود البحث عن آليات ووسائل تجعلنا نرتقى ونصعد إلى الصفر، والصفر بالمناسبة فى حالتنا شىء إيجابى، إنه أمنية وحلم بالنسبة إلينا هنا فى سوريا، هذه الأيام..».

 


هكذا أنهى صديقى رسالته.

التعليقات