وتوجَّهت إلى الشاب السلفى الذى لا يفهم من دينه غير اللحية والجلباب، وأن القوانين الأرضية والشرائع السماوية «يهودية - مسيحية - إسلامية»، أن الجنين ينسب إلى واضعه ولا ينسب إلى مَن راعاه وربّاه، أى أن مَن وضع النطفة (الفكرة) هو صاحب النتائج (الطفل) ونحن نعلم أن التبنِّى حرام والتحايل حرام والسرقة حرام والنشل حرام، فلماذا تحاولون جاهدين سرقة ونشل 25 يناير تحت ادعاءات قصمت ظهر المسلمين إلى سُنَّة وشيعة.. والآن تقصم ظهر المصريين إلى جماعات وأناس تحب البلد، فكما حدث فى الفتنة الكبرى من تحرُّش السياسة بالدين من أجل مكاسب سياسية لن تتحقَّق إلا عن طريق التحرُّش بالدين، وقد كان ما كان فى الفتنة الكبرى عن تحرش فج بالدين، تحرش قصم ظهر المسلمين إلى سنة وشيعة كما أشرنا منذ قليل.. فهل سوف يعيد التاريخ نفسه وتحدث فتنة تقصم ظهر المصريين إلى أناس تتحرَّش بالدين من أجل إيجاد مكاسب سياسية ومن أجل أن تصل إلى تلك النتيجة خلطة السياسة بالدين، وهى لا تعى ما السياسة وما الدين.. وها هى جميع الجماعات تتحدَّث باسم الدين وهى تتحرَّش بالسياسة من أجل أحلام سياسية أعلنتها صراحة، وأحدث وأغرب حالات التحرُّش تلك ما قام به الدكتور/ بديع، فنحن جميعًا صدمنا مما قاله محمد بديع مدير إدارة الإخوان، يوم الخميس 9-6-2011، حيث قال (الله سبحانه وتعالى وقف مع الإخوان فى كل محنة، فبسبب حرمان الإخوان من كعكة ثورة 1952 غضبوا، ومن ثَمَّ كانت حملة الاعتقالات التى أمر بها عبد الناصر عام 1954 فكان العدوان الثلاثى وكانت هزيمة 76 بسبب الاعتقالات التى تعرَّضوا لها فمحاولة استئصال شأفة الإخوان من جانب عبد الناصر، وكانت 25 يناير نتيجة لما قام به حسنى مبارك ورجاله فى حق الإخوان).. مع أن التاريخ والحقيقة والواقع تقول إنه باغتيال سيدنا عثمان بن عفان تم اغتيال فكرة تولّى مَن ينزل بين السلطتين، الدينية والسياسية، التى ماتت بموت سيدنا عثمان بن عفان، وأن ما حدث بعد هذه الحادثة الجللة هو أعمال سياسة تتحرَّش بالدين من أجل إيجاد قداسة لها.. إن الواقع يقول إن القوى السياسية والقوى الدينية تبدآن من أناس معينة ولا تلتقيان إلا فى محطة الوطن والناس، أى أن القوى السياسية والقوى الدينية لا تلتقيان إلا فى مصلحة الوطن ومصلحة البلاد والعباد.. فإن حدث هذا سوف نكون حقًّا خلفاء الله فى أرضه وسوف يتباهى بنا الرسول الأعظم يوم الدين.. أما التكالب على الكراسى والمناصب فسوف نحاسب عليه حسابًا عسيرًا، لأننا كنا كحائط صد فى وجه تقدُّم الإسلام إلى الأمام وسوف تضيع بلادنا منا، فإن ضاعت بلادنا فكل شىء سوف يضيع كما ضاعت الأندلس.
حسين عبد العزيز