ايجى ميديا

الأربعاء , 1 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

عمر طاهر يكتب: مدرسة برما

-  
عمر طاهر

برما وصديقه المأذون


قال له برما: يا لها من مهنة صعبة يتوقَّف عليها مصير أمم بأكملها، فقال له المأذون: أنت تعطى المهنة أكبر من حجمها، ما نحن إلا مجرد أسباب ظاهرية تقود إلى مصير محتوم، سيدنا الخضر قتل الصبى الصغير، لأنه يومًا ما كان سيهلك أبويه الصالحين، فهذا أذى نهايته رحمة، سيدنا الخضر أيضًا خرق السفينة حتى لا يأخذها غصبًا الملك الظالم من أصحابها الفقراء، فهذا أذى لو كان تراجع عنه سيدنا الخضر، وترك السفينة فى سلام لكان الأمر سلامًا آخره أذى.

 


يندم الواحد على الطلاق، وينهى جلسته بخناقة مين اللى هيحاسب المأذون، وغالبًا من فرط الغضب المعشش على القعدة لا يحاسبنى أحد، لكنك فى الوقت نفسه لا تعرف أن أذى الطلاق ربما كان رحمة على بعد خطوات، أيضًا يندم الواحد على عزوبيته بعد فترة من الزواج، ويظل يسب للمأذون الذى كلبشه بأصغر كلبش فى العالم «الدبلة»، وهو لا يعلم أن ما يبدو قيدًا هو تحرير له من غباوات مستقبلية لا بد أن تنضح بها العزوبية كلما طال بها الزمن.

 


قال برما: معك حق أنا شخصيًّا أصحو كل يوم الصبح أسب للزواج، لكن على آخر اليوم باكون بقيت كويس.

 


ثم سأله: هل تستطيع أن تستشرف مستقبل الزيجة التى تعقد قرانها أم أنك تتعامل مع الأمور كموظف فقط؟ قال له المأذون: المستقبل بيد الله، لكن الواحد يستطيع أن يميِّز بين أنواع الزيجات.


قال له برما: إزاى يعنى؟


فقال المأذون: هناك زواج الحب: قصة حب تنشأ وتتطوَّر داخل حدود العمل أو الأسرة أو العمارة أو النادى، يتغيَّر طعم الحياة.

 


ولأن الإنسان يمتلئ قلبه بالطمع.. يقرر الاحتفاظ بهذا الطعم إلى الأبد، بناء على فهمه الخاطئ لجملة «قصة الحب لا بد أن تنتهى بالزواج»، لا يفهم الإنسان أن الحب ينتهى بالزواج كانتهاء الحياة بالموت، ويعتقد لفرط سذاجته أن الزواج هو التطوُّر الطبيعى للحاجة الساقعة، ليكتشف بعد فترة أن لهيب الحب قائم على الحرمان، كلما كانت هناك مسافة بينك وبين مَن تحب تأجج لهيب المشاعر، وهذا هو سر خلود الشعر العربى القديم، كان العاشق يعوض افتقاده لحبيبته نتيجة قانون القبيلة الذى يحرم عليهما اللقاء بأن يكتب قصائد مطوّلة تخلد قصص الحب، وبعد أن انتهى قانون القبيلة، وأصبح اللقاء متاحًا طوال اليوم ولو عبر الإنترنت على أقل تقدير فقد الحب بريقه، وأصبح عمر قصص الحب أقصر من عمر كروت الشحن، وأصبحت القصائد الناجحة هى كلمات أغنيات تتوعَّد فيها المرأة الرجل أو يقلل فيها الرجل من قيمة المرأة، ولهذا النوع من الزواج حكمة.

 


قال برما: أعرفها طبعًا.. حكمة تقول الحب حاجة والزواج حاجة تانية خالص.

 


قال المأذون: الله يفتح عليك، وهناك زواج الصالونات، الصيغة التى أقرها المجتمع العربى، وراهن على نجاحها وكسب رهانه فى كثير من البيوت، وخسره فى بيوت أخرى، لأسباب تتراوح بين الفروق الشخصية الهائلة أو الخيانة أو ارتباكات فى العلاقة الحميمية.

 


الفرق بين زواج الصالونات والزواج عن الحب، أن الأول به استسلام للقدر، ولإرادة الله بعد تحكيم العقل، والثانى به إلغاء للعقل أحيانًا يتبعه تمرُّد على القدر.. وهذا الزواج أيضًا له حكمة.

 


قال برما: حكمة زواج الصالونات معروفة طبعًا.. جوزك على ما تعوديه، والراجل ما يعيبوش إلا جيبه.

 


قال المأذون: تمام، هناك زواج عشوائى: هو أحد أنواع زواج الصالونات، التى لا يتم تحكيم العقل فيها، يتم الزواج بمبدأ «ضل راجل ولا ضل حيطة»، أو مبدأ «والله أنا شفت بنتكم وهىَّ نازلة من التاكسى وعجبتنى»، أو «أبوك كبر وبقى وحدانى ومحتاج واحدة تِلَيِّف له ضهره»، هناك تلهُّف على الزواج يلغى مسألة فحص ملفات الطرف الآخر الشخصية والعائلية والمادية والمهنية، زواج لمجرد الزواج، الفرحة به لا تتجاوز حدود ليلة الفرح نفسها.. وهذا الزواج له حكمة.

 


قال برما: أعرفها فهى حكمة مشتقة من نكتة تقول ذهب رجل وزوجته إلى المأذون «ويا ترى إيه سبب الطلاق؟!» فأجاب الاثنان فى نفس واحد «الجواز».

 


قال المأذون: عفارم عليك، وهناك زواج انفعالى: زواج قائم على المجاملة أحيانًا «رجل وشقيقه فى لحظة صلة رحم عاطفية يقرران أن خلاص الولد هياخد بنت عمّه»، أو قائم على تهوّر رجالى ساذج «أنا ممكن أتجوزك دلوقتى، أو ممكن أروح لباباكى أطلبك منه حالًا»، أو قائم على شعور بالشفقة «البنت يتيمة أتجوّزها وآخد فيها ثواب»، وهو زواج، قاطعه برما قائلًا: له حكمة تقول «مافيش حاجة تيجى كده».

 


قا المأذون: وعندك زواج الطيور على أشكالها تقع: كزواج «الراقصة والطبال» أو «الراقصة والسياسى»، زواج لا مبرر له إلا الظروف المشتركة، أو المتشابهة أحيانًا، مثل أن يكون العريس والعروس مطلقين أو مغتربين أو تجمعهما مهنة واحدة، أو كلاهما من أرباب السوابق أو أصحاب النظريات السياسية نفسها.


اثنان وجدا أنفسهما فى مركب، ولهما الوجهة نفسها، فيقرران الزواج، لأن وجهتهما واحدة، دون أن يتأكَّد كل طرف من قدرة الطرف الآخر على قيادة المركب أو الملاحة لتحديد إذا ما كان يسيران سويًّا فى الاتجاه الصحيح.


قال برما: هذا زواج نظرية «مافيش فراخ! بس إيه رأيك فى النظام؟!».


قال المأذون: هو كده، لكن يظل كل ما قلناه نظريات، ويظل النجاح والفشل مرتبطين بهمّة الزوجين ورغبتهما فى النجاح.


قال برما: تقصد أن النجاح فى الزواج قرار؟


قال المأذون: سر النجاح فى الزواج أو فى أى مشروع تُقدم عليه أن تكون «عارف إنت عايز منه إيه بالضبط»، حتى لا تحتار وتحيّر الآخرين معك، كلما كنت على معرفة دقيقة بهدفك كان الزواج ناجحًا، فإذا كنت تبحث عن الونس والسكن مع من تحب ستتعلم «تييجى على نفسك شوية»، وتتعود أن تكون مرنًا مع شريكك، وتنحنى للعواصف بمزاجك، تبحث عن «عيل» مثلًا فيصبح هذا هو مشروعك، الذى تتحمَّل وتتعب من أجله لتسعد به، وهكذا.


قال برما: طب افرض أنا عايز كل حاجة؟


قال المأذون: صدقنى يا عزيزى برما لو عايز من الجواز كل حاجة عمرك ما هتاخد منه أى حاجة.

التعليقات