بدأت الثقافة المصرية في تفكيك "ظاهرة داعش" وردها لأصولها الفكرية المنحرفة لتستجيب للحاجة الماسة للتشريح الثقافي لظاهرة باتت تفرض ذاتها على اهتمامات النخب والشارع في المنطقة بقدر ماتثير جدلا بين المثقفين سواء في مصر او العالم العربي حول حقيقة اهدافها وسبل مواجهتها.
وكان من اللافت ان اغلب الحضور في ندوة "الكل ضد داعش" التي عقدت في مقر المجلس الأعلى للثقافة مؤخرامن الشباب فيما عكست الاسئلة والمناقشات فضولا معرفيا حميدا ورغبة واضحة لفهم ظاهرة تنظيم داعش الارهابي المتطرف والذي ينسب نفسه زورا للاسلام.
واعرب الدكتور جابر عصفور عن سعادته بهذه الندوة فيما رأى ان مكافحة الارهاب "قضية ثقافية بالدرجة الأولى" وذلك لأن الارهاب "نتاج تفكير وتأويل مغلوطين" واضاف :"ان ثقافة الارهاب تزين الاعتداء على حرمات الآخرين".
ومضى عصفور في التعريف الثقافي للارهاب ليقول انه "نوع من العنف الذي يؤدي اليه الفكر عندما ينحرف عن جادة الصواب" معتبرا ان "الثقافة المستنيرة سلاحنا الذي نواجه به هذا الارهاب الناجم عن ثقافة منحرفة ومريضة".
وفي الوقت ذاته اكد وزير الثقافة على انه "لامعنى ولاأهمية لثقافة تخلو من الدين" لافتا الى ان "المكون الديني في الثقافة يمكن ان يزدهر او ينحرف"
فيما شدد على ان الاسلام "دين الحضارة والمدنية"مستشهدا بأقوال الامام محمد عبده والمفكر عباس محمود العقاد صاحب كتاب"التفكير فريضة اسلامية".
واشار الى اهمية العقل في الدين الاسلامي معيدا للأذهان كتاب "اجياء الدين" للغزالي الذي قال فيه ان اول ماخلق الله هو العقل فيما شدد الدكتور جابر عصفور على ان مكافحة الارهاب ليست مهمة الجيش او الشرطة وحدهما وانما هي مهمة الجعبر الاستعانة بالعقل لمعرفة صحيح ديننا.