ايجى ميديا

الأربعاء , 1 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: صخب «الثورجية» الجدد

-  
جمال فهمي

منذ نجاح ثورة 25 يناير فى خلع نظام مبارك وولده، ابتُلينا بنوع من الثوريين و«الثورجية» الجدد (أغلبيتهم قفزوا بتهور أو بانتهازية فى مركب ذراع عصابة إخوان الشياطين محمد مرسى وأيدوه)، هؤلاء أقل ما يقال فى وصف حال أفضلهم، أنهم كانوا وما زالوا «ثوارا بالصدفة» وبلا وعى ولا إيمان حقيقى بأى قضية مما تلوك ألسنتهم عناوينها «عمَّال على بطَّال» وبمناسبة أو من دون أى مناسبة على الإطلاق. إن نسبة كبيرة من هؤلاء سجلّ حياتهم نظيف وخالٍ تماما من أى مواقف (دَعْكَ من الكفاح) أو أثمان أو تضحيات بذلوها دفاعا عن أى مبدأ، باختصار هم «ثوار على ما تفرج» برزق أو شغلانة أو مجرد وجاهة تخفى تفاهتهم وهوانهم العقلى والضميرى والأخلاقى.


عن هذا النوع من الثورجية الذين يفوق ضررهم قرفهم، كتب بريتولد بريخت (1898- 1956) وهو ما زال فى مطلع شبابه، مسرحية رائعة سماها «طبول فى الليل» بطلها جندى ينحدر من الطبقة البرجوازية الصغيرة يُدعَى أندرياس كراجر، هذا الجندى يعيش مأساة درامية مشهورة وعادية جدا (تناولتها مئات الأعمال الإبداعية) خلاصتها أنه لما عاد من ميدان القتال بعد أَسْرٍ طالَ قليلا، وجد أن زوجته المحبوبة «آنا» هَجَرَتْه وضاعت منه، إذ عندما ظنته مات وافقت على الخطبة من جندى آخر كان أسيرا أيضا لكنه سبق زوجها فى العودة إلى الديار.


إذن المشكلة كلها شخصية تماما، لكن أندرياس أراد (ربما لكى يخفف من ألم الجرح الذى أصاب كبرياءه) أن يصبغها بطابع اجتماعى ووطنى فدمجها عامدا متعمدا فى مجمل الظواهر والتبدلات التى طرأت على المجتمع بينما كان هو ورفاقه يحاربون ويدفعون ضريبة الدم على الجبهة، فتضحياتهم ذهبت فى النهاية إلى جيوب وكروش المضاربين المستغلين وأغنياء الحرب الذين استثمروا دماء الشباب المحارب من أجل الوطن لكى يحققوا ثروات وأموالا طائلة.


هكذا، يقرر الجندى العائد الدخول فى معركة جديدة مزدوجة الهدف، أى أن يستعيد امرأته المفقودة وفى الوقت نفسه ينخرط فى انتفاضة ثورية (اختار بريخت انتفاضة حقيقية وقعت فعلا فى وطنه ألمانيا فى عشرينيات القرن الماضى) فجّرتها جماعة تُدعَى «جماعة سبارتاكوس» اليسارية بقيادة الثنائى المناضل روزا لوكسمبورج وكارل لبينخت، بيد أن صاحبنا بطل المسرحية ما إن تلوح له فرصة الفوز بحبيبته حتى يتخلى فورا عن هدفه الثورى وينساه تماما.. كيف؟


يعرف أندرياس أن زوجته الضائعة سوف يقام حفل عرسها على خطيبها فريدريك مورك فى أحد البارات فيذهب إلى الحفل ويكشف أمام الحضور حقيقة أنه لم يمت وأنه ما زال زوج «آنا» وعليها أن تعود إليه فورا، لكن هذه الأخيرة لا تستطيع أن تصارحه بأنها رغم حبها القديم له (الذى عاد واستيقظ فى قلبها) صارت الآن حاملا من رفيقه فى الجبهة ومن ثم صعب عليها أن تقوّض مشروع الزواج، ولهذا فقد اكتفت بتوسلات ملتاعة إلى الحبيب القديم العائد أن يرحل ويتركها لحال سبيلها.. هنا لا يجد أندرياس كراجر أمامه إلا أن يغادر المكان يائسا محطَّمًا يصب جامّ غضبه «اللفظى» على أوضاع البلد، وبينما هو يتسكع طوال ساعات الليل فى البارات يقرر أن خلاصه من آلامه ليس له من سبيل إلا الانخراط فى الثورة السبارتكية.


غير أن «آنا» كانت قد قلبت موقفها بعدما تجاوزت حيرتها وشعورها بالصدمة والمفاجأة، وقررت أن تعود لزوجها وحبيبها القديم وراحت تجول على الحانات والبارات باحثة عنه.. وأخيرا عند الفجر تعثر على أندرياس وتشتبك معه فى نقاش حاد وطويل لم يخلُ من رطان ثورى صاخب (يشبه قرع الطبول) وحار جدا انتهى بتخلى صاحبنا عن الثورة والاكتفاء بجائزة الحبيبة العائدة!!

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات