يعرض قريبا في نيجيريا فيلم "الثمن الأسمى" عن قصة حياة وكفاح الزعيم النيجيري والبطل القومي "مشهود أبيولا" الذي فاز في انتخابات الرئاسة عام 1993 ولكنه توفى بعد ذلك في السجن في ظروف غامضة إبان الحكم العسكري الذي تولى حكم البلاد.
وأخرجت الفيلم "جوانا ليبر" والتي تحكي قصته وسنوات كفاحه من خلال عيون ابنته "حفصة أبيولا" وكيف تم سجنه إبان الحكم العسكري، كما يتناول مشوار زوجته "الحاجة قديرة" التي تولت رئاسة الحركة المناصرة للديمقراطية ثم المظاهرات والإضرابات والمسيرات التي عمت البلاد والتي حظيت باهتمام دولي وعالمي غير مسبوق عن الكفاح النيجيري.
ويعتبر الفيلم نظرة غير مسبوقة وشخصية على قصة حياة أبيولا والتي لا تزال فصولها تتكشف، كما ذكرت صحيفة "ديلي اندبندانت" النيجيرية في لاجوس.
وكانت حفصة على وشك التخرج في جامعة هارفارد الأمريكية عندما قتلت أمها في عام 1996 خلال مظاهرة لإطلاق سراح زوجها ثم وفاة والدها في السجن عقب ذلك بعامين ، وقد عقدت العزم على ألا تترك أفكار ومبادئ والديها تموت معهما.
وقد خصصت حفصة حياتها في مرحلة الشباب لمواصلة كفاح أبويها في سبيل الديمقراطية وعادت إلى نيجيريا، بعد سنوات قضتها في الخارج، لتنخرط في الحركات التقدمية لتمكين المرأة وتفكيك الهيكل الأبوي للمجتمع النيجيري.
وقالت المخرجة جوانا ليبر إنها أرادت أن تحكي من خلال الفيلم قصة الكفاح السياسي لنيجيريا منذ ا
لاستقلال في عام 1960 وحتى الوقت الحاضر مع التركيز على دور المرأة والتضحيات والإسهامات الجوهرية لها في مسيرة الديمقراطية في البلاد.
يذكر أن وفاة أبيولا في السجن قبل إطلاق سراحه من المعتقل عام 1998 بعد أن أمضى حوالي أربع سنوات ، أثارت مواجهات واضطرابات دموية عنيفة في المدن النيجيرية لعدم اقتناع مؤيديه بالسبب الذي أعلنته السلطات عن وفاته بأزمة قلبية.
ولد مشهود أبيولا في أغسطس عام 1937 وتوفى في يوليو عام 1998 وهو زعيم سياسي ورجل أعمال ينحدر من قبيلة "يوروبا" في جنوب غرب نيجيريا ذات المكانة العالية في البلاد.
وقد اعتبر أنه الفائز في انتخابات عام 1993 ولكن لم تعلن النتائج الرسمية النهائية. وقد قام الرئيس العسكري آنذاك إبراهيم بابانجيدا بإلغاء نتائج الانتخابات كلية باعتبارها "فاسدة وغير نزيهة".