مسلم أو مسيحى أو يهودى أو بهائى أو ملحد -الكل مصرى- فكل واحد منا يُولَد مصريًّا خالصًا، بلا عقيدة أو دين، قَبل أن يَعرِفَ معنى العقيدة والدين والتصنيف الطائفى والتعصب والتحيز، فمصر هى الأول، وهى الجامع الرابط للشمل، وهى الحضن الوطنى الذى يجعلنا نتَّحد، رغم اختلاف طوائفنا وعقائدنا، لمواجهة أى عدوان أو إرهاب على الوطن، لذا نتألم جميعا لأى تفجير أو اعتداء يقع على أى شبر من الوطن، ونشعر بمن وقع عليه الاعتداء، رغم أنى لا أعرفه شخصيا، ورغم أن هذا الاعتداء يكون بعيدًا جدًّا عن منزلى وأهلى وربما أعيش بالخارج، لكن هذه هى رابطة الدم الوطنية، التى تجعلنا نجتمع على حب تراب هذا الوطن، رغم كل المعاناة والفقر وصعوبة العيش والحياة، فمثلا إسرائيل يفصل بيننا وبينها واحد كيلومتر بالسيارة، وفيها رَغَد الحياة والعيش فى مستوى أفضل من مصر، إلا أن أكثر من 80 مليون مصرى لم يفكروا فى الحصول على جنسية إسرائيل (وهى ليست صعبة وإسرائيل ترحب بذلك)، لأن المصرى ينتمى إلى تراب هذا الوطن، ولن ينسى بسرعة أن إسرائيل كانت عدو مصر الأول لفترة كبيرة، وذلك هو سر بطء الاندماج بين الشعبين بعد وجود معاهدة سلام، ورغم أن إسرائيل تسعى للحفاظ على هذه المعاهدة وتنميتها وتفعيلها وتطبيقها بكل الطرق، أيضا وجدنا المصرى يدفع كل ما يملك فى شهادات استثمار قناة السويس كمشروع قومى لإنقاذ الوطن، وهذا يعنى أن سر الرابطة الوطنية هى سر تماسك مصر رغم ما تمر به المنطقة من مخططات للتقسيم، لكن العصابات الدولية والجماعات الإرهابية تسعى بكل ما تملك للنيل من هذا التماسك القدرى المعنوى، وللأسف تستخدم قلة من شواذ هذا الوطن، الذين يحملون الجنسية المصرية، لكن لا يعرفون أى معنى للوطنية، من أجل ضرب وقتل وحرق أفراد ومؤسسات وممتلكات هذا الشعب، وهى خيانة للوطن لَيست كَمِثلها خيانة، فهى جريمة أشد من الجاسوسية، وفى هذا الحال ينطبق الدعاء الذى ينسبه البعض للإمام على بن أبى طالب (اللَّهُمَّ قِنى شَرَّ أصْدقائى، أمَا أعْدَائى فأنا كَفيلٌ بِهم) فالأصدقاء هنا هم القلة الشواذ من أبناء هذا الوطن، الذين سرَتْ فى عروقهم دماء الخيانة، وجينات الإجرام، وعشق الدم، والعيش فى الحرام مثل الحشرات فى الجحور والكهوف وتحت الأرض، فقاموا بالتفجير والقتل والحرق لإخوتهم فى الوطن، وأمهم مصر من أجل فرد «محمد مرسى» ضد فرد «عبد الفتاح السيسى»، وتناسوا أن هناك أكثر من 80 مليون فرد يمتلكون هذا الوطن ومؤسساته، لكن الشخص الخائن لا يعرف معنى الأصول أو المبادئ، ولا يستمع إلا إلى شيطان عقله المريض ونوازعه الإجرامية، وعلى الدولة أن تواجه هؤلاء الخونة بكل شدة وحزم وأحكام رادعة، وعلى الجميع أن يقوم بواجبه لمكافحة هذا الإجرام وتصحيح ومحاربة هذا الفكر من شرطة وجيش وقضاء وتعليم وإعلام وصحافة وثقافة ومؤسسات المجتمع المدنى، فنحن أبناء هذا الوطن، ومصر هى الأم، التى يرغب البعض من أبنائها الخونة الأندال فى ذبحها.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>