ايجى ميديا

الأربعاء , 1 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: أحمد رجب

-  
طارق الشناوي

قرابة نصف القرن والمصريون يتبادلون ما يكتبه الأستاذ أحمد رجب سواء منفردا من خلال عموده «نصف كلمة»، أو أفكاره وتعليقاته مع توأمه مصطفى حسين، صار وجوده عند المصريين ضروريا، حتى مع الذين لا يعتبرون القراءة طقسا حياتيا، أو من هم بعيدون بطبعهم عن مجال القراءة، إلا أن كتابة أحمد رجب تقفز دائما فوق كل الأسوار.


مرات قليلة التقيت الكاتب الكبير، فهو بطبعه عزوف عن الإعلام، وكان يخاصم الكاميرات والميكروفونات، ولهذا نادرا ما تجد له تسجيلات باستثناء برنامجه «الأغانى للأرجبانى».


كان بيننا العديد من المكالمات والرسائل التليفونية، واتصال لا أنساه عند رحيل عمى الشاعر مأمون الشناوى، وجدته لا يكتفى بتقديم واجب العزاء فى السرادق، ولكن قبل ذلك وبمجرد سماعه الخبر قال لى «منذ الآن أنا عمك»، قبلها كُنت أناديه بالأستاذ، وبين الحين والآخر أجد اتصالا هاتفيا مصحوبا برأى من عمى وأستاذى عن شىء كتبته.


الذى منح أستاذنا وعمنا كل هذا العمر فى الحضور الجماهيرى، أنه كان عصريا ومتابعا لأغلب ما ينشر، وهكذا حافظ على أن يظل إيقاعه هو إيقاع الزمن، وأتصور أن هذا هو السر فى البقاء على قيد القراءة وحتى آخر نفس.


لو تأملت أشهر مقلب ارتبط بأحمد رجب من تلك الزاوية، وعثرت على الوجه الآخر للصورة، ستكتشف أنها العين اليقظة التى تتابع كل شىء، فكيف لمن كتب مثلًا «شنبو فى المصيدة»، هو أيضا الذى يكتب ساخرًا «الهواء الأسود» مسرحية من فصل واحد، يحاكى فيها مسرح العبث واللا معقول، التى ملأت الدنيا فى الستينيات، وكان أغلب النقاد يعتبرونها عنوان الإبداع الحقيقى.


قبل أكثر من نصف القرن أراد الكاتب الساخر الكبير أن يكشف للقراء كيف أن بعض النقاد يتحذلقون فى كتاباتهم التحليلية عن الأعمال الفنية الحديثة بلا إدراك حقيقى.


كتب أحمد رجب الـ«الهواء الأسود»، وكانت مجرد كلمات بلا رابط ولا منطق، وبناؤها لا يتجاوز كلمة هنا وأخرى هناك، هو نفسه لا يدرك كيف تم عقد قرانهما الإبداعى معا، وادعى أنها من تأليف «فريدريك دورينمات»، وأنه فقط تولى ترجمتها إلى اللغة العربية، وسوف ينشرها فى المجلة، أظنها «الكواكب»، وينتظر أن يتحفه النقاد والفنانون بآرائهم حتى يثير شهية القراء على متابعتها، ووقع فى المصيدة الأساتذة عبد القادر القط ورجاء النقاش وسعد أردش وعبد الفتاح البارودى، وكلهم كما ترى من الأساطين فى النقد والمسرح، وتباروا فى الإشادة بها وبكاتبها العبقرى، كأنها بمثابة فتح جديد فى مجال المسرح العالمى. الأهم لم يكن فى أنهم شربوا المقلب، ولكن ما قاله بعدها إحسان عبد القدوس، وهو أنه قد دعاهم إلى التمسك برأيهم فى أن أحمد رجب وليس دورينمات، هو الذى يستحق لقب الكاتب العبقرى.


لو حسبتها نقديا، لوجدت أن إحسان كان يمنحهم طوق النجاة للخروج من المأزق، ليبدو الأمر كأنه طبيعى، صحيح أن المسرحية لم تستغرق كتابتها الساعة ونصف الساعة، وأن أحمد رجب كان لا يتوقف عن السخرية من نفسه فى أثناء الكتابة، كأنه يعيد جملته الشهيرة «الكلام نوعان: كلام فارغ، وكلام مملوء بكلام فارغ». أحمد رجب كتب شيئًا هو نفسه لم يكن يدرى ما الذى يكتبه.


وليست هذه بالمناسبة هى السابقة الأولى، كان مثلا الشاعر عبد الرحمن الأبنودى كما ذكر عشرات المرات يسخر من الأغانى العاطفية التى يكتبها شعراء الأغنية الرومانسية لعبد الحليم، بينما هو يكتب فقط شعبيات لمحمد رشدى ووطنيات لعبد الحليم، فكتب فى دقائق فى منزل حليم وعلى سبيل السخرية «أحضان الحبايب»، التى لحنها بعد ذلك محمد الموجى، فكانت من أشهر وأرق أغانى عبد الحليم.


أرى أن ما كل ما كتبه عمى وأستاذى، حتى ما وصفه بالكلام المملوء بكلام فارغ يستحق أن نعيد قراءته، وعلى رأسه «الهواء الأسود»، وربما اكتشفنا حقًّا أن رائد العبث واللا معقول فى المسرح هو أحمد رجب.

<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>

التعليقات