«بريد»
ولنفرض أن شخصًا بهائيًّا يفكِّر فى أن يعود إلى رشده.. ويعود إلى الإسلام.. وهو نادم على ما يفعل وعاقد العزم على أن يعمل على نشر الإسلام على قدر استطاعته.. ولا يدّخر وسعًا فى ذلك، ثم فجأة ومن غير ميعاد يسمع حديث الدكتور عزت عطية عن إرضاع الكبير، ويسمع كلام المفتى عن شرب بول الرسول، وعن الشباب الذى غرق هنا، وهنا فقط سيقف صارخًا عازمًا على أن لا يعود إلى الإسلام ما دام هؤلاء المشايخ على قيد الحياة، وسوف يعمل جاهدًا على مهاجمة الإسلام، والأسباب لديه كثيرة ومسجلة ومتنوعة ومنشورة، وسوف تكون، إن شاء الله، فى ميزان سيئاتهم، لأن الضرر الذى لحق بالإسلام كدين وأفراد ضرر كبير وخطير للغاية، فقد أوضح كلام عزت عطية بخصوص إرضاع الكبير أن مشكلة الإسلام منذ أن ظهر وإلى الآن هى المرأة، فهى تكاد تكون قد أخذت نصيب الأسد من الأحاديث والروايات والحكايات حتى باتت نقطة ضعف الإسلام، وقد برع المشايخ فى الحديث عن الجنس من وجهة نظر الإسلام، حيث الجنس الشرعى والجنس غير الشرعى، وتقريبًا يمكن أن نجد تخصصًا غير معلن يضاف إلى الفروع الشرعية، ويكون اسمه الجنس الشرعى!
نعم غير مفهوم بالمرة كيف يفكِّر هؤلاء السادة، فنحن لا يمكن أن ننسى الذى سجد (لله) شكرًا على هزيمتنا فى 67، وقوله وتأكيده أننا انتصرنا فى 73، لأن الملائكة حاربت معنا.. وهذا قول خطير.. أولًا لأنه غير دينى.. وغير علمى.. وليس له أى أساس غير الدروشة وتحطيم قدرتنا بطريقة غير مباشرة.. لمصلحة مَن.. بصراحة لا أدرى.. إنها رغبة شيخ ما فى الظهور والانتشار على أكبر قدر ممكن.. على حساب النص والشريعة، فنحن لا يمكن أبدًا أن نجد معنى فى النص يؤكِّد لنا فلسفة إرضاع الكبير التى يتزعمها الدكتور عزت عطية، أو شرب بول الرسول، ولو أنه توجد حادثة (ما) تخص إرضاع الكبير وشرب بول الرسول فيجب أن لا تخرج من بطون الكتب.. ويمكن حذفها.. عملًا بما قام به سيدنا عمر.. وعندما عطل العمل بأحكام.. كانت سارية أيام الرسول.. (فهل نحن أم سيدنا عمر؟) لأن عدم وجود هذا وحديث الذبابة وغيرها لن يفيد وإنما يضر، ولا يحاول أحد أن يعمل البخارى ويخرجها من بطون الكتب حتى لا نفسد ديننا وأنفسنا ونحن زى العُبط لا ندرى أو نتخيَّل أننا سبب نكبة الإسلام التى يمر بها الآن.. فنحن لو قدّر الله، ولا يقدر على الله، أن نترك الإسلام فى حاله ونبتعد عنه لكى يعم وينتشر.. ولأن الله وضع فيه كل مقومات التقدُّم والانتشار، لكن نحن بجهلنا وغبائنا نقف فى وجه الإسلام ثم ندَّعى الإسلام والتقوى والورع. وبما أن اليأس باليأس يُذكر.. فأجدنى أتذكَّر مقطعًا من قصيدة (هوامش على دفتر النكسة) لنزار قبانى.. وهذا المقطع ينطبق على ما يحدث على الساحة الآن من فلسفة إرضاع الكبير وتناول بول الرسول.. خلاصة القضية توجد فى عبارة «لقد لبسنا قشرة الحضارة.. والروح جاهلية.. بالناى والمزمار.. لا يحدث انتصار..
حسين عبد العزيز
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>