- المخرج سيسيل دى ميل سبب دخول مرزوق على الاخراج
- أحدث ثورة فى عالم القوانين الاسرية من خلال فيلم " اريد حلا "
- قدم فيلم "دموع السلام" الذي أختير كأفضل فيلم عن الراحل جمال عبد الناصر
- تحمل مسئولية والدته و اشقائه الاربعة منذ الصغر
قرر المخرج سعيد مرزوق يغرد منفردا خارج السرب الذى كان يفرض على باقى المخرجين من المنتجين و فضل ان يقدم الاعمال التى تخدم تفكيره و منطقه عن السينما دون النظر الى شباك التذاكر و هو ما جعل منه مخرجا متميزا و اصبحت افلامه من علامات السينما المصرية و التى حجزت مكانة و مركز متقدم فى تاريخ السينما.
و رغم قلة عدد الافلام التى قدمها الا انها تركت بصمة و اضحة فى السينما منها فيلم " زوجتى و الكلب " الذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ السينما، وأوضح خلاله رؤيته عن باطن علاقات إنسانية في مضمون سياسي في ظل فترة كان التعامل فيها يعتمد أولا وأخيرا علي التلميح وليس التصريح وهذا النوع من الأفلام له مخرجون محددون لانه يحدد هوية المخرج وقدرته علي الالتزام ما بين عدم السقوط في الرمزية مثل أفلام يوسف شاهين والانغماس في السطحية والمباشرة مثل الأفلام التي قدمت في هذا الوقت.
و" اريد حلا " والذي أحدث ثورة في القوانين ونبه المجتمع المصري والقانوني إلي ان هناك ثغرات في القوانين المصرية ضد المرأة وبعد هذا الفيلم تغير قانون المرأة حتي إن اختيار مرزوق لشخصياته كان قائماً علي الاختيار من الواقع أكثر من الخيال فاختار شخصية أمينة رزق من نموذج حقيقي لامرأة قابلها في إحدي المحاكم وقرر نقل تفاصيلها لشاشته.
والطريف ان معظم شخصياته كانت نماذج موجودة في المجتمع المصري وحسب تصريحه الشهير " أحب أظهر الشخصية بعبلها علي الشاشة " .
و قدم ايضا عددا من الافلام المهمة منها " انقاذ ما يمكن انقاذه " و" هدى ومعالى الوزير " و" المرأة والساطور" و " المغتصبون " و" جنون الحياة " و " قصاقيص العشاق " و " ايام الرعب ".
ولد سعيد مرزوق عام 1940 وتربى فى أسرة فقيرة حيث تحمل عبء المسئولية وهو صغير السن وذلك لاعانة والدته واخوته الاربعة بعد وفاة والده ومن الطبيعي ان يجعله هذا العبء الثقيل عرضة للعديد من المشاكل والازمات والتي فجرت في داخله احاسيس إنسانية انعكست بالتالي على اهتماماته وهواياته حيث كانت هي المنفذ الوحيد له للتعبير عن هذه المعاناة .
سعيد مرزوق تفتحت عيناه على عالم السينما وهو في سن الثانية عشرة فقد كان منزله ملاصقاً لاستوديو مصر وكان لذلك تأثيره المباشر على حياة مخرجنا حيث ابهره هذا العالم الغريب بكل مواصفاته سواء من ديكورات وممثلين وكاميرات وأخذ يراقب كل هذا بحب واهتمام وإعجاب إلى أن شاهد يوما ما المخرج الكبير "سيسيل دي ميل" وهو يصور فيلم " الوصايا العشر" في صحراء الهرم.
كانت نقطة البداية الحقيقية عندما احس مرزوق بعظمة دور المخرج وأهميته بالنسبة للسينما. يقول سعيد مرزوق: "في العاشرة من عمري بدأت أتذوق الفن و شاهدت الوصايا العشر للمخرج سيسيل دي ميل وعشقت هذا المخرج الجاد والفنان بل وإتخذته مثلاً أعلى لي و تمنيت أن أجلس على هذا الكرسي الذي يتحرك عاليا والذي يجلس عليه المخرج وقتها بدأ حب الفن ينمو بداخلى بشكل غريب و كنت امارسه بشكل آخر في الرسم والنحت وبدأ مشواري الفني وإبتدأته بالقراءة فقط".
سيطرت عليه فى الفترة الاخيرة حالته المرضية بسبب اصابته بجلطات كان ذلك بسبب خطأ طبي اقعدته علي كرسي متحرك منذ 4 سنوات عندما تركه الأطباء لتتمكن "الغرغرينة" من جسده لتنهش جسده 4 أنواع من البكتريا المسممة تؤثر علي الكبد والكلي والمخ ووصل الأمر به إلي بتر في ساقه حوله من كائن نشط يتحدي الدنيا إلي جليس على كرسى متحرك وينتقل من مستشفي إلي اخرى باحثا عن علاج لكنه لا يجده.
لم يدرس سعيد مرزوق السينما على يد أحد ولم يكن من خريجي أحد المعاهد السينمائية إنما كانت السينما نفسها هي مدرسته حيث اعتمد على قراءاته فقط في تنمية موهبته واهتماماته السينمائية وقبل أن يقدم أول فيلم له كمخرج و عمل مساعداً لزميله المخرج الشاب إبراهيم الشقنقيري.
و ثم بعدها مباشرة قام بإخراج فيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق وكان عمله الثالث هو إخراجه لأغنية "أنشودة السلام" ومدته عشر دقائق والذي أختير كأحسن عمل تليفزيوني لعام 1965 بعد ذلك قدم فيلمه التسجيلي " أعداء الحرية ـ 1967" وشارك به في مهرجان " ليبزغ" الألماني وحصل على الجائزة الثانية في هذا المهرجان.
ثم قدم فيلم "طبول ـ 1968" ونال أيضاً جائزة الدولة في الإخراج والتصوير والمونتاج في ذلك العام. كما أنه قام بإخراج فيلم "دموع السلام ـ 1970" الذي أختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.