ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: العالم فى فوضانا..

-  
جمال فهمي

نهاية الأسبوع الماضى نشرت مجلة جامعة هارفرد العتيدة فى الولايات المتحدة الأمريكية خبر أن الجامعة تلقَّت مؤخرًا أكبر تبرُّع مالى فى تاريخها، إذ بلغ 350 مليون دولار «أكثر من 2.5 مليار جنيه»، كما أنه الثانى من حيث الحجم فى تاريخ الولايات المتحدة، بعد مبلغ الهبة الذى تلقاه معهد التكنولوجيا فى ولاية كاليفورنيا، وكان مقداره 600 مليون دولار.


المتبرع لـ«هارفرد» هو مواطن أمريكى ينحدر من أصول صينية «هونج كونج»، يُدعى جيرالد تشان، وكان قد تخرج فى كلية الصحة العامة فى هذه الجامعة فى سبعينيات القرن الماضى، وصار الآن مليونيرًا، ومن ثَمَّ قرر أن يمنح كليته هذا المبلغ الهائل عرفانًا بالجميل ومدفوعًا بعاطفة إنسانية نبيلة تجاه البشر الضعفاء، الذين يعانون من الأمراض والأوبئة، فاشترط تخصيص هذا المبلغ الهائل للأبحاث الطبية حول فيروس «إيبولا»، وكذلك لنشاطات الجامعة الإنسانية فى مواجهة المآسى الناتجة عن الفقر والنزاعات المسلحة والحروب.

 


هذا الخبر أنقله إلى القراء ليس من باب التسلية والطرافة طبعًا، إنما لا مؤاخذة، لكى نتحسَّر ونندب حظّنا فى قطعان المليونيرات والمليارديرات بتوعنا، هؤلاء المتخمة والمتضخمة كروشهم جدًّا بثروات فادحة راكموها فى عصر النهب الطويل بطرق أغلبها حرام وأقلها حلال، ومع ذلك «عدا استثناءات قليلة» تراهم يتمتعون ببلادة إحساس وموت ضميرى مروّعين، وانظر مثلًا إلى حصيلة ما تم جمعه حتى الساعة فى صندوق «تحيا مصر». إنه أقل بمقدار الثلث مما تبرع به ذلك الرجل الأمريكى الصينى الأصل لجامعته وكليته!

 


وقد يقول قائل إن الفرق بين حالتنا التى تصعب على الكافر وحالة أمريكا ربما يبرّر ويفسّر اختلاف أخلاق وسلوك الأثرياء عندهم والأثرياء عندنا، لكن الحقيقة المُرّة أن هذه الاختلافات، القائمة فعلًا خصوصًا درجة النضج التى بلغتها الرأسمالية الأمريكية بينما رأسماليتنا فى حضيض لا يبدو أنها تريد أن تغادره أبدًا، ليست كافية لتفسير كل هذا الجشع والأنانية والبؤس الأخلاقى، الذى ينز وينضح من تصرفات قطعان الأثرياء فى بلادنا. لماذا؟ لأن بلادًا وأُممًا أخرى تعيش وتتجرَّع معنا الكثير من مظاهر البؤس والتأخُّر، يسلك فيها الأثرياء سلوكًا أكثر نبلًا وأعظم التزامًا بواجبات الضمير والأخلاق تجاه الوطن وأهله، وما دمنا فى سيرة العلم والتعليم فإن أكبر تبرُّع تلقته مؤسسة تعليمية فى تاريخ العالم حدث فى الهند، عندما تبرَّع عدد قليل من رجال الأعمال فى هذا البلد بملبغ مليار دولار «نحو 7.5 مليار جنيه» لجامعة وطنية تُدعى «فيدانتا»!

 


باختصار، قطعان أثريائنا لا تصلح معهم المناهدة والمنشادة (ولا أقول التسوُّل)، إنما الاستعانة بقوة الإلزام والإجبار على رد شىء من حقوق المجتمع، مما ابتلعه هؤلاء فى كروشهم، التى تنافس ذممهم فى الرحابة والسعة.

 


■ ■ قبل أيام أذاعت الأمم المتحدة تقريرًا علميًّا أعدّه برنامج البيئة العالمى بالاشتراك مع المنظمة العالمية للأرصاد، هذا التقرير زفّ للبشرية بشرى أن «ثقب الأوزون» أو الثغرة التى انفتحت فى طبقة من طبقات الغلاف الجوى التى تحمى كوكبنا من الأشعة الضارة ومنها الأشعة فوق البنفسجية المسببة لمرض السرطان، هذا «الثقب» يبدو الآن وقد توقّف عن الاتساع، كما أن هناك مؤشرات قوية على أن «الطبقة الأوزونية» استردّت فعلًا بعض عافيتها، ولم تعد تتآكل على النحو الخطير، الذى ظل سنوات يهدّد بيئة الأرض بتحولات وانقلابات خطيرة، ربما تؤدّى إلى إلحاق أشد الأذى بشروط الحياة على سطح هذا الكوكب.

 


غير أن العلماء الذين أعدّوا هذا التقرير، وإن لم يخفوا سعادتهم وتفاؤلهم بما لاحظوه من انحسار تآكل طبقة الأوزون، خصوصًا عند منطقة القطب الجنوبى، فإنهم أظهروا قدرًا من التحفُّظ فى شأن إمكانية التئام تلك الثغرة ذاتيًّا، واعتبروا أن سدّها تمامًا قد يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل، كما دعوا إلى استمرار وتعظيم التعاون الدولى والإنسانى لعلاج أسباب ظاهرة «الاحترار»، وارتفاع حرارة الأرض نتيجة تضخُّم النشاط الصناعى، والتعامل الأهوج والمتهوّر مع عناصر البيئة الطبيعية، التى ظهر وعاش فيها الجنس البشرى.

 


إذن، «الخرق» الذى فى «أوزون» الإنسانية ربما يتم علاجه قريبًا. المشكلة هى فى «خرق الضمير».. كيف يمكن رتقه وعلاجه؟ أو على الأقل، متى يتوقَّف عن الاتساع كل يوم؟!

التعليقات