«بريد»
من المتوقع أن يصل الرئيس السيسى إلى نيويورك يوم 21 سبتمبر لحضور قمة المناخ التى سوف تعقدها الأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر، ليلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 سبتمبر، وربما سيلتقى بعضًا من أبناء الجالية المصرية... فلماذا نرى أن حضور السيسى مهم جدًا؟ أولا: أن الرئيس السيسى ليس قادما لزيارة الولايات المتحدة، ولكن إلى الأمم المتحدة بدعوة رسمية من الأمين العام، وحتى رؤساء الدول المقاطعين لأمريكا يحضرون هذه القمة الأممية، ومنهم الرئيس الإيرانى على سبيل المثال. ثانيا: أن حضور الرئيس بنفسه، هو تأكيد وتثبيت لشرعية الحكم الجديد أمام المجتمع الدولى فى حضور جلّ رؤساء دول العالم، الذين يتطلعون إلى سماع رؤية الحكام الجدد فى العالم وتقديم أنفسهم للمجتمع الدولى. ثالثا: أن هذه المناسبة الدولية مهمة لتوضيح رؤية مصر للعالم فى عدد من القضايا الهامة، خصوصا أن الشرق الأوسط يموج على بركان من الاضطرابات والعنف والحروب الأهلية، مع ظهور منظمات سرطانية مثل «داعش» وغيرها تلتهم دولا عريقة بمساعدات مريبة من أطراف عدة. رابعا: هذه الزيارة أيضا مهمة لتأكيد الدور الإيجابى الذى قامت به مصر فى التهدئة بين حماس وإسرائيل، حيث حجزت لنفسها موقعها الدائم كوسيط سلام فى هذه القضية لا يمكن الاستغناء عنه رغم محاولات بعض الدول عرقلة هذا الدور. خامسا: أن الرئيس أوفد رئيس الوزراء لتمثيل مصر فى القمة الأمريكية الإفريقية التى عُقدت فى واشنطن الشهر الماضى، وكانت هذه رسالة سياسية لها مغزاها لواشنطن التى دعت الرئيس قبل أيام فقط من انعقاد القمة. سادسا: هذه الزيارة هى فرصة مهمة كذلك لتفعيل دبلوماسية القمم الثنائية لرؤساء الدول، فهى مناسبة يتجمع فيها معظم رؤساء دول العالم، وترتيب بعض اللقاءات الرئاسية المهمة مع قادة من مختلف قارات العالم. سابعا: يقول البعض إن وفود تركيا وقطر وتونس يخططون للانسحاب فى أثناء كلمة الرئيس السيسى ومن ثم إحراجه أمام دول العالم. أين الإحراج والعالم كله يعرف أن هؤلاء يشكلون المحور الإخوانى فى الشرق الأوسط وهم يعادون الحكم الجديد فى مصر؟.
ثامنا: أتمنى أن ترتب غرفة التجارة المصرية الأمريكية لقاءً للرئيس مع كبار المستثمرين والمحللين الماليين، لطمأنة رأس المال الأجنبى بأن مصر ترحب باستثماراتهم. تاسعا: من المهم كذلك لقاء الرئيس بكبار قادة المنظمات اليهودية فى أمريكا نظرا إلى دورهم البارز سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، ولبعث رسالة إلى العالم بأن مصر ملتزمة بالسلام وبالوساطة كذلك من أجل السلام. سيادة الرئيس المصريون فى الولايات المتحدة يستعدون للترحيب بالرجل الذى كان له دور بارز فى تخليص مصر من كابوس الإخوان، ويعمل بكل جهده من أجل أن تأخذ مصر مكانها الذى يليق بها بين الأمم...