ايجى ميديا

الثلاثاء , 7 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: السرجانى الذي لم أعرفه

-  
طارق الشناوي

ربما كانت أكثر عيوبى التى أحاول التخلص منها دون جدوى أننى لست من هؤلاء الذين لهم دائرة أو شلة أصدقاء يجمعهم عدد من جلسات السمر فيتعرفوا أكثر على التفاصيل الإنسانية لكل منهم، أغلب من أراهم فى دائرة الصحافة والثقافة والفن لا يجمعنا سوى لقاءات عابرة، أمام هذا العائق فأنا فى العادة ألتقط تفاصيل سريعة للأشخاص، ويظل ما يجمعنى نفسيا بأى شخص هو أننى شاهدته فى الموقف الفلانى أو قرأت له عمودًا أو شاركته فى ندوة.


هكذا كانت علاقتى بفقيد الصحافة الكاتب الكبير عريس السماء خالد السرجانى، كنت أشاهده بين الحين والآخر سواء فى جريدة «الدستور» قبل تسع سنوات، فهو من مؤسسيها وأعمدتها، السرجانى وعدد لا يتجاوز أصابع اليدين -أنا لست منهم- كانوا هم الخرسانة المسلحة لتجربة «الدستور» اليومى.


كثيرًا ما كنت أراه فى جمعية الفيلم مترفعًا عن الظهور فى مقدمة الكادر، فهو الدينامو المتحرك لهذه الجمعية، انطباعى الأول أنه سريع الحركة تسبقه نظارة بدت لى سميكة، وفى كل مرة تزداد سمكًا ولا أدرى إذا كنت أصف نظاراتى أم نظارته، ولكن الحركة السريعة ملمح أينما حل، فهو يشع طاقة إيجابية فى المكان.


كنت أكتب مقالا لا أتذكره وأحتاج إلى كتاب كمرجع لى أيضا لا أتذكره، ولكن الذى أنا موقن منه أننى توجهت إلى صديقى إبراهيم عيسى لكى أستعيره فقال لى عليك بخالد السرجانى، ولم تكن العلاقة تسمح فهى عابرة جدا، قلت أذهب إلى صديقى إبراهيم منصور لعله يزيح عنى الحرج فقال لى عليك بخالد السرجانى.


من الواضح أنه لا يمكن الفكاك فأخذت تليفونه وبعد أقل من ساعة ونصف وجدت الكتاب ومجموعة أخرى من المراجع لم أطلبها فى يدى، بعد هذا اللقاء كان المنطق يقتضى أن أقترب منه، إلا أن الأمر لم يزد إلا على تهنئة تليفونية فى الأعياد ويرد هو بأحسن منها، وفى أثناء تبديل التليفون سقط الرقم ولم نعد نتصل، ولكن كنت أتابعه على صفحات «المصرى اليوم» فى باب عن الصحافة وهموم المهنة، وهى قضية حساسة ولها شقان، الأول كيف تخرج من الخاص إلى العام، لأن الحديث عن فئة مثل الصحفيين وهمومهم لا تهم فى العادة القارئ، ولكن السرجانى كان صحفيا مخضرما ومدركا لتلك الخطورة، وهكذا كان يجد خيطا يثير شهية القراء لتصبح قضية المهنة هى قضيتهم، ثم الأهم: كيف تقفز فوق الحساسية التى نعرفها عن أبناء المهنة الواحدة، ولأن السرجانى ليس طرفًا فى صراع وليس لديه طموح خاص ولا صراع مع أحد فكان يَعْبُر بلباقة ولياقة تلك الحساسية، وعاد أيضا إلى صفحات «الأهرام» بعد أن رفعوا عنه الظلم، فلقد كان لديه موقف معلن ضد فساد إبراهيم نافع، ودفع الثمن، وقبل أسابيع قليلة كان يحرر صفحة أسبوعية يتناول فيها معشوقته «الكتب».


فضلا عن مقالاته الأخيرة فى «المصرى اليوم» التى كان ينشرها كل خميس وانتقاداته الحادة لوزير الثقافة رغم أنه المتحدث الرسمى لمهرجان القاهرة والمسؤول عن المركز الصحفى، بينما وزير الثقافة هو رئيس اللجنة العليا للمهرجان وأغلب من يعملون فى المهرجان يحاولون دائما تجنب انتقاده، لأنه بطبعه يميل إلى الانتقام، ولكن السرجانى كتب أكثر من مقال ضد سياسة عصفور مثل «متى يرحل عواجيز الثقافة» بالإضافة إلى مقال رائع، لأنه التقط تعبير «يلّا نكمِّل لمتنا» الذى كانت ترفعه إحدى شركات المياه الغازية وأحاله إلى مقال ساخر ضد عصفور، الذى لا يعترف فى أى مناصب إلا برجاله القدامى، مقال رائع يدل على يقظة وحضور قلم السرجانى، وتلك السخرية التى تهمس بين ثناياه.


رحل خالد السرجانى ولعلنى لم أُعِدْ إليه كتابه ولا مراجعه.. سامحْنى يا صديقى الذى لم أعرفه.

التعليقات