المتحدث الرسمى لأى جهة هو عنوان تلك الجهة، إما أن يعلى من قدرها عند الناس، وإما يخفضها.. والجهات الناجحة، تعنى كثيرًا باختيار متحدثها الرسمى، لأنه الواجهة التى تطل منها على الناس.. وكلنا نعلم كم كانت للعقيد أحمد محمد على شعبية كبيرة، أسهمت فى رفع شعبية القوات المسلحة، والثقة فى أدائها.. واليوم صارت لوزارة الداخلية واجهة راقية مشرفة، تطل على الناس بثقة ووضوح وشفافية ورقى، مع كلمات منتقاة بعناية، وعبارات ترسخ فى الأذهان، وتتردد بين الناس، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى.. اللواء هانى عبد اللطيف، متحدث رسمى أعلى من قدر الداخلية، وحاز على قبول الناس، ونجح فى جذب آذانهم وعقولهم.. وقلوبهم أيضًا.. وباستثناء الإخوان وأنصارهم، لم أسمع سوى عبارات التقدير والمديح لأسلوب اللواء هانى، ولحسن اختيار «الداخلية» لمن يمثلها أمام الشعب، وينقل بياناتها وإنجازاتها، وحتى الأخطاء التى يرتكبها أفراد قلائل فيها، فى أسلوب جديد، وكلمات واضحة، ومداخلات يصعب أن تنساها.. حتى رجال الشرطة أنفسهم، أخبرنى بعضهم فى اعتزاز، بأنهم يشعرون اليوم بأنه لهم متحدث رسمى، على قدر عالٍ من القبول والمصداقية والرقى.. أنا شخصيا لا أستطيع أن أنسى كلماته الطريفة لقناة «الجزيرة» وهو يقتبس ذلك المقطع، من مسلسل «دموع فى عيون وقحة»: «نشكركم على حسن تعاونكم معنا».. فى المسلسل كانت البرقية للسخرية من المخابرات الإسرائيلية، وعبر لسان اللواء هانى عبد اللطيف، جاءت تسخر من الانحياز الأعمى لقناة «الجزيرة»، واندفاعها الأحمق، الذى زود خبراء الداخلية بكل ما يلزمهم، للإيقاع بمن يكرهون مصر والمصريين، ويسعون إلى الإساءة إليها. الكلمات طريفة ومعبرة فى الوقت ذاته.. والأهم أنها أضفت روحًا جديدة على بيان رسمى، وحولته من بيان إلى حدث، يردده الكل، ويتبادله الجميع، فلا ينسونه أو ينسون البيان وفحواه.. عبقرية فى الصياغة والتناول والإلقاء، وتجديد فى لغة التخاطب بين الشعب و«الداخلية»، ولبنة أولى فى إذابة ذلك الحاجز الوهمى، الذى تضعه بعض العقول، بينها وبين الجهات الرسمية.. هذا التطوير الممتاز، المتمثل فى المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية، وفى حسن اختيار الوزارة له، ولكل الفريق المتعاون معه، والذى يعمل كمنظومة كاملة متكاملة، هو بداية لعهد جديد لوزارة الداخلية، ولرؤية جديدة راقية لها، وتمهيدًا للسبيل لجذب الشعب إليها، بدلًا من ترهيبهم منها، وهى خطوة ضرورية وأساسية، فى توطيد العلاقة بين الشرطة والشعب، بعد أن خرجا معًا فى الثلاثين من يونيو ٢٠١٣م، ليقولوا للطغيان لا، كما خرجت الداخلية جنبًا إلى جنب مع الشعب، فى ثورة عرابى.. أنا أدرك جيدًا أن اللواء هانى عبد اللطيف لا يعمل وحده، وأنه على رأس منظومة، تضم كفاءات رائعة إلى جواره، ولهذا أهنئ كل تلك الكفاءات، على ذلك الإنجاز فى منظومة الشرطة.. وأهنئ وزارة الداخلية، على حسن اختيار قياداتها، وحسن اختيارها للمسار الجديد، ولمن يتحدث باسمها للشعب.. وأهنئ بالطبع الواجهة الراقية المثقّفة اللبقة للوزارة.. اللواء هانى عبد اللطيف.. أهنئه بقلمى وعقلى.. ومصريتى أيضًا.
<iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"></iframe>