كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في عددها الصادر اليوم السبت تفاصيل جديدة تتعلق بالعملية الفاشلة التي نفذتها الولايات المتحدة لإنقاذ الصحفيين جيمس بولي وستيفان ستلوف من أيدي تنظيم داعش الإرهابي الذي ذبحهما خلال الأيام الماضية.
ووفقا للمعلومات التي أوردتها الصحيفة هبط عشرات المقاتلين التابعين لوحدة «دلتا» الأمريكية في يوم ليلة الثالث من يوليو التي احتجب فيها القمر وتمركزت في مخزن يستخدم لتخزين النفط في محافظة الرقة شرق سوريا.
وأعربت مصادر عسكرية عراقية عن اعتقادها بأن العملية الأمريكية خرجت إلى حيز التنفيذ متأخرة قليلا، حيث قام مقاتلو داعش بنقل الصحفيين إلى منطقة أخرى قبل 72 ساعة من وصول القوات الأمريكية.
وهدفت العملية الأمريكية إلى «تحييد» مقاتلي داعش الذين كانوا يحرسون المخزن الذي استخدمه التنظيم كسجن بأسرع وقت ممكن وتمشيط الموقع وإيجاد بولي وستلوف وأسرى آخرين وترك المنطقة بأمن وسلام.
وتقضي الخطة الأمريكية باستمرار العملية 20 دقيقة فقط لا غير ولكن وبعد مرور ساعة على هبوط المقاتلين الأمريكيين اضطروا إلى مغادرة المنطقة والإقلاع بطائراتهم خاليي الوفاض والاتجاه إلى سواحل أمنة خارج سوريا ووصف ضابط أمريكي رفيع العملية بـ«الثقب الجاف» وهو مصطلح أمريكي يستخدم الجيش لوصف العمليات التي لم تحقق أهدافها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية وصفتها بالرفيعة قولها أن شبكات اتصال داعش بقي تقريبا مغلقا أمام المخابرات الأمريكية وذلك ضمن الدروس والعبر التي استخلصها التنظيم وقياداته خلال الحرب العراقية ما جعل مهمة تعقب الأسرى مهمة ليست بالسهلة، خاصة وأن الولايات المتحدة لا تمتلك تقريبا مصادر معلومات في الميدان - مصادر بشرية - يمكنها تعبئة الفراغ والفجوات في صورة المخابرات والاستخبارات المتأتية عن قراءة صور الأقمار الصناعية والمصادر الإلكترونية الأخرى، فيما رفضت إحدى الدول التي طلب أمريكي بالسماح لقواتها بالانطلاق من أراضيها كقاعدة خلفية لعملية الإنقاذ.
واعتمدت العملية الأمريكية على محاكاة عملية اغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، ورغم ذلك فان عملية التوغل الأولى داخل الأراضي السورية أو أول عملية توغل أمريكي داخل الأراضي السورية يتم الإعلان عنها كانت مخاطرة كبيرة بما يفوق بكثير المخاطر التي أحاطت بعملية اغتيال بن لا دن، لأن الولايات المتحدة تمتلك قدرات محدودة داخل سوريا لهذا والحديث للمصادر الأمريكية الموصوفة بالرفيعة خططت وزارة الدفاع الأمريكية لتنفيذ طلعات استكشافية تجسسية في أجواء سوريا لكنها تراجعت عن هذه الخطة لمعرفتها بان البيت الابيض يعارض ذلك ولن يصادق على هذه الخطة ولم يوافق البيت الأبيض على طلب استكشاف أجواء سوريا سوى قبل فترة بسيطة من تنفيذ عملية الإنقاذ.
وتدرب عشرات الجنود في مواقع تدريبية في ولاية كارولاينا الشمالية قبل ان تحملهم المروحيات وتنزلهم في الرقة السورية وشملت التدريبات التي استندت لمعلومات استخبارية تتعلق بالسجن الذي أقامه «داعش» بين خزانات النفط وعدد من الأبنية الأخرى التي انتصبت وسط الصحراء على إمكانية مواجهتهم خلال الاقتحام مباني مفخخة إضافة لقوة كبيرة تابعة للتنظيم.
وكانت القوة التي خضعت للتدريب شديدة الحماس لتنفيذ المهمة وتلقي "الضوء الأخضر" وكررت التدريبات المطلوبة مرات لا تحصى وبقيت مستعدة وجاهزة تنتظر الأمر لفترة طويلة وفقا لمصدر في وزارة الدفاع الذي قال للصحيفة "المسألة تتعلق بتلقي الأمر فقط وحين نتلقى مثل هذا الأمر ستنطلق القوة إلى هدفها من فورها".
وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية التي كانت تخشى على الجنود والرهائن بقوة كبيرة جدا لتنفيذ هذه المهمة قوة اكبر من المعتاد في هذه الحالات بما في ذلك قوة تعزيز جاهزة للتدخل في كل لحظة لمساندة قوة الهجوم.
وقال مسئول كبير في "البنتاغون" إن الرئيس صادق على عملية عالية الخطورة وتحمل الكثير جدا من المخاطر فيما قال مسئولين آخرين بانه كان يجب عليهم اتخاذ قرارات سريعة وتنفيذها بسرعة فيما لم تكن مطلقا المعلومات المطلوبة كاملة.
كما علم المسئولون الأمريكيون مدى الخطر الذي يواجه المخطوفين حين اتخذ اوباما قرارا بقصف "داعش" في العراق أدركوا بان قرار تنفيذ عملية الإنقاذ بات حتميا وان نافذة فرص النجاح يغلق يوما بعد يوم.
ونقلت الصحيفة عن جهات رفيعة على علاقة بالتخطيط لعملية الإنقاذ قولهم أنهم توصلوا الى نتيجة مفادها ان فرص نجاة المخطوفين متدنية جدا لذلك تعتبر عملية خطيرة لإنقاذهم أفضل فرصة لهم.