ثالثًا: محاولة نقل القضية إلى الأمم المتحدة.. كانت إحدى توصيات مؤتمر واشنطن أن مشكلة مسيحيى الشرق الأوسط تحتاج إلى عناية خاصة من المجتمع الدولى، ولذا يتحتم نقلها إلى مجلس الأمن الدولى، وبدأت الاتصالات بمكتب الأمين العام للأمم المتحدة وبعثات الدول دائمة العضوية.. وفى 22 أغسطس 2014 تحرك عشرة من قيادات مسيحيى الشرق الأوسط وممثل للأقلية الأيزيدية فى العراق، إلى نيويورك وأجروا خمسة لقاءات هامة مع بعثة إيطاليا فى الأمم المتحدة، باعتبارها رئيس الاتحاد الأوروبى حتى نهاية عام 2014، ومع بعثة بريطانيا العضو الدائم فى مجلس الأمن ورئيس المجلس عن شهر أغسطس، وبعثة الولايات المتحدة، والتى سوف تتسلم رئاسة المجلس من سبتمبر 2014، وبعثة روسيا. واختتمت الجولة بلقاء موسع فى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ضم دائرة مستديرة مع مسؤولى وكالات الأمم المتحدة التى تتعامل مع قضية العراق حاليا.. وكان التركيز خلال اللقاءات على محنة المسيحيين فى العراق، خصوصا بعد ظهور داعش وممارستها للتطهير العرقى ضد المسيحيين فى شمال العراق، ومحاولة إيجاد حل سريع لمشكلتهم مع استعراض مشكلات باقى الأقليات المسيحية فى الشرق. وقام المشاركون بشرح تفصيلى للأزمة على الأرض فى العراق مطالبين جميع من التقوهم بأمور محددة بشأن الأزمة العراقية العاجلة:
1- ضرورة عودة المهجرين قسريًّا من المسيحيين والأيزيديين إلى بلدانهم ومنازلهم وأعمالهم، قبل تغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة مما يصعب عودتهم. 2ـ خلق منطقة آمنة للأقلية المسيحية والأيزيدية فى سهل نينوى وسنجار تحت حماية قوات أممية حتى تستقر الأمور. 3- مساعدة الأقليات فى نينوى وسنجار للدفاع عن أنفسهم بخلق مراكز شرطة مسلحة بإشراف من الاتحاد الأوروبى الذى يملك خبرة واسعة فى هذا المجال، علمًا بأن مراكز الشرطة المحلية لا تتعارض مع الدستور العراقى.
4- تحويل عناصر من «داعش» و«النصرة» إلى محكمة الجنايات الدولية أو إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم.
5- بذل كل الجهد لإرجاع السيدات والبنات والأطفال المختطفين إلى ذويهم، حيث وصل الأمر إلى عرض داعش نساءً للبيع فى أسواق الموصل بنحو عشرة دولارات فقط. 6- أن يكون للأقليات العراقية دور رئيسى فى أى مفاوضات دولية بشأن مستقبل العراق. وشرح المشاركون فى اللقاءات أن التحرك يتم على أبعاد ثلاثة مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وأشاروا إلى تمرير الكونجرس للقانون المتعلق بتعيين مبعوث خاص للأقليات الدينية فى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.