تقول نظرية سيدنا علىّ «إن الله فرض فى أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما استمتع به غنىّ».
أعاد مفكرو أوروبا والدول المتقدمة تعريف مسألة الفقر والثراء.. لم يعد التعريف مقتصرا على كم الأموال التى تمتلكها، ولكن اتخذ أبعادا جديدة. تقول نظريتهم الشهيرة: «إن الفقير فعلا هو الشخص الذى تؤثر فيه سياسات الحكومات وقراراتها، أما الثرى فهو الشخص الذى يؤثِّر فى سياسات الحكومة».
قال فيلسوف ما: إن الثرى هو الشخص الذى يمتلك ثروة لا يعرف حدودها، مما يعنى أنه من علامات الفقر أنك تعرف معاك كام بالضبط.
الكبار لا يستثمرون فى مشروعات تحتاج إلى مجهود شاق، المجهود الحقيقى يبذلونه ذهنيا لاختيار مشروعات تحقق ثروات طائلة بضربة واحدة.. تسقيع الأراضى مثلا.
انتهت موضة تكوين الثروات من الاقتراض من البنوك والمضاربة فى البورصة، تعلمت البنوك الدرس وتعمل منذ زمن بعيد حسب النظرية الاقتصادية الأمريكية التى تقول «البنوك تُقرِضك فقط المبلغ القادر على إثبات امتلاكك له»، أما البورصة فلو عايز تخرج منها بثروة صغيرة فلا بد أن تدخلها بثروة كبيرة.
هل تسأل نفسك: كيف يقدر الفقراء على مواصلة العيش فى هذه الظروف القاسية؟
يقول مارك توين: «الفقر يشبه فقدان العذرية.. هو أمر لا يؤلم إلا لمرة واحدة فقط».
هل تريد قاعدة تضمن لك السعادة فى أضيق الإمكانيات؟ يقول حكيم صينى: «ضيّع فلوسك النهارده لأنك مش ضامن بكرة، بدلا من إنك تضيع النهارده، لأن مش ضامن فلوس بكرة»... (قام بأعمال الترجمة: أمير البرارى).
اللحظات الجوهرية فى الحياة تتجاوز مسألة الفقر والثراء، يقول فؤاد حداد «لو يسألوك تقول.. أجمل ما فى الدنيا الميه للعطشان.. يعرفوك مصرى». وهناك حكاية عن رجل أعمال أمريكى زار قرية ساحلية، ودخل أحد المطاعم وطلب نوعا من السمك لم يسمع به من قبل فأعجبه.. طلب المزيد فقالوا له إن الصياد لا يُحضر لنا سوى كمية قليلة كل يوم، بحث الرجل عن الصياد حتى وصل إلى المكان السرى الذى يصطاد فيه.. راقبه فوجده اصطاد خمس سمكات من النوع الذى أعجبه ثم همّ بالانصراف، توجه رجل الأعمال إلى الصياد قائلا «لماذا أنت مقلّ فى ساعات عملك ومعدل إنتاجك؟»، فقال له الصياد «أصحو كما يحلو لى، أفطر، ثم أتجه إلى الصيد، أقضى ساعتين، ثم أبيع ما اصطدته لألحق بأطفالى على الغداء، ونظل نلعب معا حتى موعد نومهم، وفى السهرة أخرج لأسهر مع أصدقائى نمرح ونعزف الموسيقى ونلهو حتى ساعة متأخرة»، فقال له رجل الأعمال «إذا ضاعفت ساعات عملك ستحقق ثروة أكبر.. يمكنك معها أن تستأجر شبابا يعملون عندك.. بعدها ستبيع للمطاعم كلها.. ستحتكر هذا النوع من السمك وبعدها يمكنك أن تصدّر الفائض إلى المدن الكبيرة.. وبعد قليل ربما تمتلك مكتبا فيها.. سيتحول المكتب إلى شركة.. وستصدّر بعدها إلى جميع أنحاء العالم وتصبح واحدا من أثرياء الكوكب»، قال له الصياد، «وما الذى سأستفيده بعد ذلك؟»، فقال له الرجل «ستصبح ثريا لدرجة تمكنك من الاستمتاع بحياتك.. ستصبح قادرا على أن تمتلك بيتا فى قرية مثل هذه تقضى فيه الإجازة، تسبح وتمارس هواية الصيد وتستمتع باللهو مع أطفالك وتقضى ليالى الصيف على شاطئ القرية مع أصدقائك تعزف الموسيقى وتمرح حتى ساعة متأخرة»!