ايجى ميديا

الأحد , 5 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: من «أحمالنا» سُلِّط علينا

-  
جمال فهمي

طبعا، من البدهيات التى لا نقاش فيها أننا لا نعيش وحدنا فى هذا العالم، بل ربما واحد من أهم مصادر متاعبنا (لكى لا أقول مصائبنا) أن أمتنا العربية عموما ومصر خصوصا تسكن على الخارطة فى أهم جزء من الكوكب وتقع فى قلبه تماما، لهذا لم تنمحِ ولا توارت من التاريخ تلك العبارة الخطيرة التى صكها نابليون بونابرت وأطلقها وهو يقود حملته نحو بلادنا إذ قال لمرافقيه «نحن فى الطريق إلى أهم بلد فى هذه الدنيا».


ولست أعرف إن كانت هذه الحقيقة هى السبب، أو واحد من أسباب أننا نكاد نكون أكثر أمم ومجتمعات الأرض اهتماما وغراما بمقارنة أحوالنا بغيرنا من سكان العالم حتى أضحت هذه المقارنات مضغة دائمة يمضغها بعضنا طوال الوقت وبمناسبة أو من دون أى مناسبة، وبجهل شديد غالبا، وعلم قليل أحيانا.. ومع ذلك فالعبد لله يكتب هذه السطور لهؤلاء وأولائك المغرمون لدرجة الإدمان بوضعنا ومكانتنا بين أمم الأرض فى كل مجال، وقد اخترت بضعة أمثلة قليلة لكنها كافية لنعرف تقريبا، أين نحن من الدنيا، وأين هى والإنسانية والتقدم والحضارة منا فى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة قوى جدا خالص.


وأبدأ بأننا ولا فخر نحتلّ بغير منازع رأس قائمة الدول التى ينهش الأستاذ فيروس «سى» وباقى عائلته الكريمة فى أبدان وأكباد شعوبها، كما أننا أكبر وأهم زبون على الإطلاق فى سوق الأقماح والحبوب الدولية بما يعنى أن «العيش الحاف» هو طعام أغلب سكان البلد والحمد لله.


كما أنه لا بد لبعضنا أن يفخر فخرا شديدا ويتباهى على سائر مخلوقات الله من الآدميين بأن مجتمعنا هو حاليا أكثر مجتمعات الدنيا رغيا وثرثرة وهلفطة فى الدين وأحكامه عمال على بطال وفى التافهة والفارغة والمليانة أحيانا، ومع ذلك وبالتوازى، فقد ابتكرنا وأهدينا البشرية نماذج وآيات مقرفة جدا بقدر ما هى مرعبة، من رذائل الأخلاق وأشد السلوكيات فحشا وأقواها إثارة للشعور بالخجل والعار من نوع انتشار وشيوع ظاهرة حفلات ومهرجانات التحرش الجنسى الجماعى بالبنات والنساء فى الميادين والشوارع، وسواها من الأماكن العامة.


فضلا عن ذلك كله فقد اخترعنا -ولا حسد- نوعا نادرا من عمليات تجميل وتغيير جنس اللغة ومفرداتها ومعانيها، بحيث مثلا انقلبت كلمة «ارتفاع» أسعار السلع والخدمات إلى مجرد «تحريك» لهذه الأسعار، كما لم تعد عللا وأوبئة مثل «الدسونتاريا» و«الكوليرا» وخلافه أمراضا خطيرة ولا حاجة خالص البتة بعدما أفقدتها أبواق الدعاية الرسمية أسمائها الأصلية وأطلقت عليها من باب الدلع وصف «أمراض صيف» (!!) ومؤخرا، وصل هذا الدلع اللغوى بالسلامة إلى ظاهرة «انقطاع» التيار الكهربائى، إذ لم يعد «انقطاعا» ولا حاجة خالص البتة وإنما فقط مجرد «تخفيف للأحمال».. ثم كان الله بالسر عليما.


وبمناسبة الكهرباء والست «أحمال» وتوابعها، فقد لفت نظرى أن داء المقارنة بالعالم كان حاضرا بقوة فى التعليقات الإعلامية التى تفجرت عقب حادثة «التخفيف الشامل» والتام للكهرباء عن البلد كله أول من أمس، وقد سمعت أحدهم يهلفط على إحدى الشاشات قائلا ما معناه: أن هذه الحادثة لم يشهد العالم المتقدم مثيلا لها، بيد أن الحقيقة أن هذا «المتقدم» وقعت فيه فعلا حوادث مشابهة، ربما أشهرها ما جرى فى شهر أغسطس 2003 عندما انقطع التيار الكهربائى عن مدن بأكملها (منها نيويورك) وتوقفت مظاهر الحياة الحديثة تماما لساعات وأيام طويلة فى شمال وشرق الولايات المتحدة وكندا، وقتها حدث فى أمريكا الارتباك والتخبط نفسه الذى شهدناه عندنا فى التصريحات وردود الفعل الرسمية.. كل الفارق أن تلك الحادثة الأمريكية لم تأتِ فى سياق «تخفيف أحمال» كما أن الدكتور شاكر لم يكن وزيرا هناك، ومن ثم لم يطالب أحد بإقالته ولا أُشيع أنه استقال.


ومتشكرين جدا.

التعليقات