ايجى ميديا

الثلاثاء , 19 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

واسيني الأعرج.. عمق فكري وشعري وتفاصيل معادة

-  
تتسم كتابة الروائي الجزائري واسيني الأعرج في روايته "مملكة الفراشة" بالعمق الفكري والشعري في وقت واحد. إنه يعرف جيدا ما يود قوله ويقوله بطريقة مؤثرة وموحية تصل أحيانا إلى حد تحمل لنا فيه الفجيعة بهدوء رهيب.

لكن قد يؤخذ على هذا العمل الروائي غرقه في تفاصيل معادة. يتكرر كلام كثير وافكار تتردد بين فترة وأخرى دون أن تضيف إلى الرواية أي سمة إيجابية، بل كل ما تفعله أنها تسبب شيئا من الملل وشعورا بين فترة وأخرى بأن ما يقدم إليك عرفته أكثر من مرة. وذلك ليس من أسلوب واسيني الأعرج.

جاءت الرواية في 423 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار الآداب في بيروت. عنوان الرواية على الغلاف هو "مملكة الفراشة" أما العنوان الداخلي، فكان هو نفسه إلا أنه حمل بعده هذا الكلام "نحن أيضا نحب التانجو ونرقص على جسر الموتى".

يتناول الكاتب الحياة التي نتجت عن أهوال الحرب الأهلية الجزائرية وما خلفته هذه الحرب من آثار في الجزائريين في الوطن والاغتراب.

يلخص الكاتب وجهة نظره بكلام كتبه في شبه مقدمة صغيرة تسبق الفصل الأول للرواية.

قال "الحرب ثلاثة أنواع: حرب معلنة ومميتة تحرق وتبيد على مرأى الجميع. نهايتها خراب كلي وأبطال وطنيون وقبور على مرمى البصر. وحرب أهلية تحرق الاخضر واليابس يكيد فيها الاخ لاخيه ولا يرتاح الا اذا سرق منه بيته وحياته وحبه واسكن في قلبه حقدا لا يمحى.

وأضاف "وحرب أخيرة هي الحرب الصامتة التي لا احد يستطيع توصيفها لانها من غير ضجيج ولا ملامح وعمياء. كلما لامسناها غرقنا في بياض هو بين العدم والكفن. فالحروب مهما كان نوعها ليست فقط هي ما يحرق حاضرنا ولكنها ايضا ما يستمر فينا من رماد حتى بعد خمود حرائق الموت في ظل ظلمة عربية تتسع بسرعة الدهشة والخوف."

مجموعة أشخاص -سبعة واحيانا ثمانية- حاولوا ان ينسوا الحرب الاهلية والبغضاء فشكلوا الفرقة الموسيقية (ديبو جاز). تقول الراوية عضو الفرقة "كبرت مع الكلارينات حتى صعب علي الانفصال عنها. كانت وجداني العميق ووسيلتي الانتقامية من الجلافة والموت."

تضيف انه عندما قتل (ديف) او داوود عضو الفرقة "الذي كنت متعلقة به تغير كل شيء. انفصلت عن فرقة ديبو جاز وذهب كل منا في اتجاه قبل ان يحاول (جو) اكبرنا سنا اعادة تركيب الفرقة من جديد."

جو او جواد "لم يستسلم ابدا لقدر الموت الذي أصابنا جميعا في الصميم. فقد كان اكثرنا إصرارا على المواصلة والحفاظ على ديبو جاز."

كانت الموسيقى والفرقة الموسيقية تعويضا لهذه الجماعة عن الوطن. ثمة تعويض اخر جاء بالنسبة الى (ياما) راوية القصة عبر عالم الانترنت مع حبيب افتراضي. كانت الراوية تتواصل على موقع فيسبوك على الانترنت "كالعادة مع حبيبي فادي او فاوست".

الراوية صارت هنا في وضع يشبه وضع بيجماليون الذي صار معلقا بين التمثال الذي صنعه اي بين العمل الفني اللامحدود وبين الانسان الحي والمحدود الذي بناء على طلب بيجماليون حولت الالهة التمثال اليه واعطته الحياة ليعود فيندم بعده على الاخر. انها معلقة بين صورة فاوست على الانترنت والمأخوذة من رائعة جوته الشهيرة وبين الشخصية الحقيقية اي شخصية عالم الواقع لهذا "الفاوست".

تقول له ياما "خليني نشوفك على الاقل واتأكد من انك حقيقة ولست حلما هاربا حتى في السكايب اذا احببت قبل ان يداهمني الموت في مدينة اصبحت توفره بسخاء... أريدك لي انت بلحمك ودمك. أريد ان أقتل هذا الرجل الافتراضي واؤمن برجل يمنحني الحب. اشم رائحة عطره وعرقه واسمع قهقهاته العالية واشعر بكل لمسة من لمساته."

جعل اسمه فاوست وبدل اسمها الذي اعطته اياه اي ياما. كان يخاطبها باسم مارجريت او ماجي وتقول انها خلصت فاوست من براثن مفيستوفيليس او الشيطان الذي باعه روحه كما في رواية جوته الكاتب والشاعر الالماني الشهير.

الرواية مليئة بالاشارات والاتجاهات الفكرية المختلفة من جوته الى صمويل بيكيت وكازانتاكي في زوربا إلى جاك دريدا وما بعد الحداثة وبكثيرين غيرهم من إشارات الى احداث اقتصادية واجتماعية في العالم.

ابدلت اسم ابيها من زبير الى زوربا وقالت لصديقتها "لا اريد لوالدي ان يكون الزبير بن العوام. لا اكره هذا الصحابي الجليل ابدا ولكني اكره الحرب وأكره الاستشهاد او الموت المقدس وأمقت الدم. ماذا جنينا من وراء ذلك كله؟ لا شيء وكأن قدر الناس ان يموتوا من اجل قضية. يأتي بعدهم من يمحو كل شيء عن تفاصيلها ويبدأ من الصفر وينشيء أقدارا جديدة يذهب ضحيتها الالاف وربما الملايين."

قتل ابوها زوربا برصاصة قناص وهو يودعها على باب بيته ذاهبا الى عمله. السلطات أرادت منها ان توقع إفادة تقول إن اباها مات بسكتة قلبية. رفضت ذلك.

تزول بعض اوهام ياما عندما يعود فاوست الكاتب الشهير الى البلاد وتستقبله الجماهير لتكتشف عندما كلمته أنه لا يعرفها وأنه ليس ذلك الشخص الذي دارت بينها وبينه قصة حب ومئات الرسائل. تعرف لاحقا انه يراسل مئات المعجبات الاخريات وأنه لا يراسلهن شخصيا بل ينوب عنه في ذلك احد العاملين لديه من اقربائه.

شخصية ياما شخصية "هاربة" من عالم التعاسة. تعيش في عالم الروايات وابطالها وعالم الكتب ويدفعها ولع شديد باظهار المعرفة الفكرية والادبية والمخزون الثقافي.

عاشت في عالم افتراضي اعتبرته حقيقيا وهربت إليه من العالم الفعلي لتعود فتكتشف خيبتها. انها بيجماليون الذي يترجح بين المرأة المؤلفة من لحم ودم ولكنها زائلة تسير الى الشيخوخة والموت .. وبين المرأة التمثال.. العمل الفني الخالد لكن الخالي من الانفاس البشرية وحقائق الحياة.
التعليقات