من دون شك فإن ما حدث أمس الخميس، من انقطاع الكهرباء فى معظم أنحاء مصر ولمدة 6 ساعات يؤكد أن الإهمال ما زال هو السائد فى تعامل الحكومة فى تلك الأزمة المستشرية!
فبدلا من التعامل مع الأزمة بوضع خطط وطرح حلول وتأمين الواقع فى الشبكات والمحطات فإنه يجرى التعامل مع تلك الأزمة يومًا بيوم ومن خلال الأحمال والفصل عن مناطق فى أوقات مختلفة «حملا بحمل!» إلى أن حدثت الأزمة الكبرى التى لم تكن فى الحسبان، وبالطبع لم يكن لها حل سريع يغطى إهمال وزارة الكهرباء والحكومة.
وجاء انقطاع التيار الكهربائى مرة واحدة من الساعة السادسة صباحًا وإلى ما يقرب من 6 ساعات ليكشف الإهمال الذى يعشش فى وزارات الدولة فى تعاملها مع الناس بخدماتها.
لقد تحمل الناس انقطاع التيار الكهربائى لمدة ساعات ولعدة مرات فى اليوم وذلك بعد تفهمهم أزمة الوقود.
وتحمل الناس ارتفاع فواتير الكهرباء ويسددونها رغم انقطاع الكهرباء.
وتحمل الناس رفع الدعم عن الوقود وارتفاع الأسعار، وذلك من أجل إصلاح الموازنة العامة للدولة ومن أجل المشاركة فى بناء دولة جديدة ونظام جديد يراعى حقوق المواطنين ومعيشتهم التى خرجوا من أجلها فى ثورتين وأطاحوا بنظامين فاسدين مستبدين.
لكن تعامل المسؤول الحكومى مع المواطن لم يتغير حتى الآن.
ولعل نموذج ما يحدث فى الكهرباء دليل واضح على ذلك.
إن انقطاع الكهرباء فجأة ولمدة 6 ساعات متصلة فى مناطق كثيرة من البلاد يؤكد أن هناك إهمالا كبيرًا فى هذا القطاع لم يعد يقتصر فقط على توزيع الأحمال بالنهار والليل، وإنما الأعطال الفنية والهندسية التى لم يُعمل لها حساب رغم أنه بات معلومًا أن محطات كثيرة ستخرج من الخدمة لاعتبارات الإهمال خلال السنوات الماضية وعدم الصيانة، فضلًا عن تغيير نوع الوقود.
وانقطاع التيار الكهربائى بهذا الشكل هو قضية أمن قومى فى الأساس الأول لكن يبدو أن الذين فى الكهرباء والحكومة لا يدركون ذلك.
فانقطاع التيار الكهربائى أثر على المستشفيات ومترو الأنفاق والبنوك وأدى إلى خسائر كبيرة فى الثلاجات الكبرى وانقطاع البث فى المحطات الفضائية التى تبث من المنطقة الحرة الإعلامية -يعنى حتى فى هذه الخدمة أصبحنا مهملين فيها- !
وما خفى فى تأثير انقطاع التيار الكهربائى بهذا الشكل ربما يكون أعظم!
ولعل الله سلّم بأن يكون الانقطاع فى الصباح ومنذ الساعة السادسة صباح أمس الخميس، وأنه لو حدث فى أوقات الليل لربما كان تأثيره لن تتحمله البلاد والعباد، ولكن الله سلم.
ومع هذا لا بد من موقف ولا نقُل فقط إن الله سلم وستر، فما موقف وزير الكهرباء من تلك الأزمة التى يقول عنها إنها لا تحدث إلا كل 15 سنة؟!
رى نعم، إن وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر واحد من الذين يفهمون فى هذا المجال وله باع كبير فى المحطات والإشراف عليها هندسيا باعتباره يمتلك مكتبا استشاريا متخصصا فى محطات الكهرباء، لكن يبدو أن ذلك لا يسعفه فى التعامل مع الأزمة، وبعيدًا عن الكهرباء وحلولها، فليس له أفق فى ذلك، اللهم إلا بعد ٣ أو ٤ سنوات كما قال!!
فلم يعد هذا الموقف ينفع مع أزمة الكهرباء التى يبدو أنْ ليس لها حل على يديه.
فأسلمُ له أن يستقيل.
ولا أعرف حتى الآن لماذا لا يطلب منه رئيس الحكومة أن يستقيل وكذلك رئيس الدولة؟!
ولعلنا نضع خارطة جديدة فى تعامل المسؤول الحكومى، وعلى الفاشل أن يُبعَد أو يُستبعَد.
فيا أيها الذين تديرون البلاد.. لماذا لا يستقيل وزير الكهرباء بعد أن أثبت فشله فى التعامل مع الأزمة؟! ويا وزير الكهرباء لماذا لا تستقيل وتعود إلى مكتبك الاستشارى؟!