توفي في صمت وغيابٍ إعلاميٍ أمس اللواء بحري علي عثمان بلتك أحد أبطال عملية ميناء إيلات الصهيوني والتي دارت أحداثها عام 1968، وتضم قائمة الشرف والواجب في هذه العملية الحربية المتفردة أسماء عديدة مثل نبيل عبد الوهاب، و عمرو البتانوني، وعمر عز الدين، ورضا حلمي وعلي أبو ريشة ورامي عبد العزيز ومحمد فتحي واستشهد فيها الرقيب محمد فوزي البرقوقي. وتعود أحداث العملية عندما أمدت دولة الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العبرية فى أوائل عام 1968 بناقلتين بحريتين هما «بيت شيفع»، التى كانت تحمل 7 مدرعات برمائية، و«بات يم» وهي ناقلة للجنود، وشنت الدولة العبرية بعدها 3 عمليات على السواحل الشرقية لمصر بواسطة الناقلتين، منها ضرب منطقة الزعفرانة وأسر العديد من الرهائن وخطف عدة معدات عسكرية مصرية بعد أن رابطت قوات العدو في المنطقة ما يزيد على 15 ساعة كاملة. لذا فقد تقرر التخلص من الناقلتين بأى وسيلة، ووافق الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر على إقتراحٍ لقائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية فى العمق الصهيوني، لأن إحتمالات الخسائر كانت كبيرة لو أقدمت القوات الجوية على ضرب الناقلتين. العملية في حد ذاتها كانت معقدة ومركبة، وحفلت بالمفاجآت، وتمت في العام 1969، بعد الهزيمة المخزية بعامين، وكانت ضمن سلسلة عمليات سميت فيما بعد حرب الإستنزاف، وكانت تهدف العمليات العسكرية المصرية وقتها إلى تكبيد العدو أكبر قدر من الخسائر والتمويه على العدو للتمكن من إقامة حائط الصواريخ الخاص بقوات الدفاع الجوي لكسر شوكة الطيران الحربي الصهيوني المتفوق على نظيره المصري، والأهم، رفع الروح المعنوية للجندي المصري الذي لم يحارب في 67. وقد تم فيها الآتي: 1 - تدمير الرصيف الحربي ل ميناء إيلات . 2 - تدمير ناقلة الجنود بات يم . 3- تدمير السفينة الحربية بيت شيفع . 4 - تدمير مصنع النحاس بإيلات فى عملية منفصلة . 5- تدمير ثلاثة عربات جنود وثلاث لواري فى عملية فدائية منفصلة بجوار إيلات . 6- عمليات فدائية عديدة خلف خطوط العدو. وتعقدت الأمور، وظهرت المفاجآت، فقد ألقت المخابرات الأردنية القبض على مجموعة الضفادع البشرية المصرية بحجة تسللهم للمياه الأردنية وكانت التعليمات التي صدرت للضفادع المصرية أن يقنعوا السلطات الأردنية أن عملية إبرار عبر المظلات قد أتت بهم لهذه المنطقة ولكن الأمر لم ينطل على مسؤولي المخابرات الأردنية. ووقتها كان الملك حسين مجتمعاً في مصر بجمال عبد الناصر في إجتماع للقادة العرب، وما إن علم عبد الناصر بما حدث حتى فض إجتماع الملوك والرؤساء العرب لمدة نصف ساعة للراحة وإنفرد بالملك حسين وقال له: أنت ستحل ضيفاً على مصر حتى يتم الإفراج عن الجنود المصريين المحتجزين لديكم، فأفرجوا عنهم فوراَ. ومن الطريف أن كلمة السر في هذه العملية قد تم إرسالها للجنود المصريين عبر أغنية تم إذاعتها في الإذاعة المصرية، وهي أغنية بين شطين ومية والتي أذيعت عبر أثير إذاعة صوت العرب لتسمعها المجموعة وتنطلق بعدها في إتمام العملية.
بطل عملية ايلات اللواء بلتك يرحل عن الدنيا
اخبار -