ايجى ميديا

الخميس , 2 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: مأساة صناع الوحوش..

-  
جمال فهمي

فى أقل من ثلاثة أسابيع نشر منتسبون لقطعان عصابة «داعش» التى تستقطب آلافًا من المشوهين عقليًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا، على مواقع التواصل الاجتماعى صورتين ظهر فيهما طفلان، كل منهما يحمل بيده ويلهو برأس إنسان أسير وقع فى قبضة العصابة فذبحته ضمن عروض مهرجان الفظائع والجرائم والذبح اليومى المشتعل حاليًا على أرض العراق وسوريا.


الصورتان المروعتان هاتان تجسدان الدليل رقم مليون على حجم ومقدار الهمجية والجنون الوحشى الذى يغوص فيه هذا النوع من العصابات التى نشلت دين الإسلام ومرغت سمعته فى عار وشنار يعز على الوصف.. غير أن ما استوقفنى فى الصورتين المقززتين ليس أن هذه القطعان الشريرة لا حدود تتوقف عندها وحشيتها وإجرامها المتفوق على كل إجرام آخر وحسب، وإنما أيضا لفت انتباهى أن واحدًا من الطفلين الظاهرين فيهما (عمره سبع سنوات) هو ابن لنطع مجرم يحمل الجنسية الأسترالية وقد تزوج وأنجب وأقام أغلب عمره فى مجتمع هذا البلد المتمدد فى قلب الثقافة الغربية، ومع ذلك لم تمنعه هذا الثقافة التى يفترض أنه تشربها من أن يأتى إلينا وينخرط فى صفوف عصابات منحطة تقتل وتدمر وترتكب أحط الفظائع من دون أن يرف رمش فى عين أنطاعها، كما نشر صورة طفله الصغير على حسابه الشخصى فى موقع «تويتر» بينما هو يلهو ويعبث برأس أسير ذبيح، بفخر وزهو عظيمين!!


الحال نفسه، أى الانتساب لمجتمع غربى متقدم، يتشارك فيها المجرم آنف الذكر مع مئات، وربما آلاف آخرين بمن فيهم ذلك الوحش المشوه (يحمل الجنسية البريطانية) الذى صدم الدنيا كلها بشريط ظهر فيه مؤخرًا وهو يذبح أمام الكاميرا الصحفى الأمريكى المختطف جيمس فولى.


المثير حقًّا فى هذه الحالات، أن النخب الحاكمة فى أغلب بلدان الغرب (بقيادة واشنطن) ورغم فيض الادعاءات الفارغة عن التحضر والرقى ونبذ العنف والهمجية، هى نفسها التى نراها الآن ترعى وتناصر بقوة عصابة «إخوان الشياطين» التى هى العصابة الأم، واستولدت وخرج من رحمها العَفِن عصابات فرعية الإسلام، وتاجرت بشعاراته وحولتها إلى قنابل عمياء تفجر المجتمعات والأوطان وتعصف بكل القيم الإنسانية حتى أبسطها وأبعدها جذورًا فى مسيرة تاريخ البشرية.


هذه النخب الغربية مدفوعة بضيق أفق ونزوع إجرامى نحو عنصرية فجة وفاجرة، تتوهم أن بإمكانها تسكين هذه العصابات الطائفية المجنونة فى ربوع بلادنا لكى تخدم مصالحها غير المشروعة، ومنها إسباغ الشرعية على الكيان الصهيونى وتكريس وجوده فى قلب أمتنا بحيث لا يعود غريبا على خارطة منطقة تعج بالصراعات والحروب الطائفية والدينية العبثية.. تتوهم أنها ستبقى محصنة وبمأمن عن مخاطر الوحش الذى أسهمت فى تسمينه وتربيته وزرعه فى ربوع أمتنا، غير أنها لم تتعظ من أحداث تاريخ قريب، ولا من مأساة ميلودرامية شهيرة أبدعها مبدعون غربيون تحمل اسم الدكتور «فرانكشتاين».


لقد تعرفنا نحن على هذه المأساة من الفرجة على قائمة طويلة من منتجات الفن السابع يقف على رأسها فيلمان مهمان حققهما المخرج الأمريكى الكبير «جيمس وال» فى ثلاثينيات القرن الماضى، وأثرى بهما تراث سينما الرعب العالمية.. الفيلم الأول عرض للجمهور تحت اسم «فرانكشتاين»، أما الثانى فقد كان تحفة فنية حملت عنوان «خطيبة فرانكشتاين»، ويكفى للدلالة على تفرد وأهمية هذا الفيلم أن إحدى صالات المزادات الأمريكية باعت قبل سنوات قليلة، نسخة نادرة من «الأفيش» الإعلانى الخاص به بمبلغ خرافى بلغ 700 ألف دولار!!


أفلام فرانكنشتاين كلها كانت تنويعات أو «لعبًا فنيًّا» بأحداث رواية رعب كتبَتْها فى مطلع القرن التاسع عشر كاتبة بريطانية مغمورة تدعى «مارى تشيلى» لم يكن لها (قبل هذه الرواية) أى علاقة بالأدب سوى زواجها من الشاعر الإنجليزى الشهير «بيرسى تشيلى».. مختصر الحكاية التى تحكيها «مارى» فى روايتها أن طبيبًا جراحًا (فرانكشتاين) طُرد من كلية الجراحين الملكية بسبب غرابة أطواره وشغفه بإجراء تجارب علمية شاذة اعتبرتها الكلية مخالفة للقانون والأخلاق، لكن هذا الطبيب لم يرتدع، بل واصل السير فى طريق ظنه السبيل إلى اكتشافه وامتلاكه «سر الحياة» الإنسانية، ومن ثم محاولة صنع كائن بشرى «سوبر» وفائق القوة يكون أداته للتفوق والهيمنة المطلقة على عالم البشر.


وبمساعدة وتشجيع طبيب آخر يدعى «فرتز» ينطلق فرانكشتاين فى تجاربه لتخليق «السوبرمان» منطلقًا من نظرية مفادها أن طاقة الكهرباء هى مكمن السر الحيوى، وبناء على هذه النظرية يبدأ هو ومساعده فى سرقة جثث الموتى وانتقاء أعضاء منها ولصق بعضها ببعض، لكنهما عندما أنهيا صنع هيكل الكائن البشرى المشوه اكتشفا أن الرأس ليس ملائمًا، فعمدا إلى سرقة جثة جديدة كانت بالصدفة لمجرم معتوه، أخذا رأسه ولصقاه بالجسد المفبرك الذى بدا لهما مكتملًا وجاهزًا لكى تدب فيه الحياة إذا سرت فى أوصاله شحنة كهرباء قوية، لهذا قامَا بتعليقه فوق برج نصباه فوق سطح منزل فرانكشتاين حتى تأتى صاعقة تضربه فتدب فيه الحياة، وهو أمر حدث فعلا بعد أيام، وأضحى الجثمان المصنوع مسخًا مرعبًا يتحرك ويعربد فى الدنيا طليقًا من كل الحدود والقيود التى تواضع عليها البشر.


تسرد الرواية بعد ذلك صور الفظائع والجرائم التى اقترفها وحش فرانكشتاين والتى لم ينجُ منها هذا الأخير نفسه، فقد قتل الوحش خطيبة خالقه المغرور المتهور ليلة عرسهما، ثم فى النهاية صرع الوحش الطبيب المجنون ليصير عبرة لكل من يتوهم أن بإمكانه إطلاق الشرور والبقاء بمنأى عن أخذ نصيبه منها.

التعليقات