أكد وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور أن الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ سيظل باقيًا إلى الأبد لأنه كتب بشكل عميق، ولم يكتب عن الظروف الاجتماعية التي عايشها بشكل سطحى، حتى نقول إنها وقتية فقط.
وقال عصفور خلال ندوة (نجيب محفوظ.. حضور متجدد) بالمجلس الأعلى للثقافة، إننا نستطيع من خلال كتابات نجيب محفوظ، نفهم من خلالها الماضى والحاضر، ونستقرأ المستقبل، كما أن نجيب محفوظ استطاع نقل الحارة المصرية بشكل إنسانى، مضيفا "أسافر حتى الآن إلى كل دول العالم، فأجد كتابات نجيب محفوظ مترجمة إلى كل اللغات، وتملأ رفوف المكتبات العالمية".
وتساءل عصفور: "ما الذى صنع نجيب محفوظ؟، الموهبة، وهى هبة الله، لأن هناك كثيرون يكتبون ولكن لا تستطيع أن تكمل كتاباتهم، لأنهم لا يمتلكون هذه الموهبة، وتأتى بعد الموهبة، الثقافة، والدأت في القراءة والمتابعة، وكتابات نجيب محفوظ تدل على ثقافته الواسعة".
وأوضح وزير الثقافة أن نجيب قال لنا فى أحد جلساته، "الحمد لله لأننى لم أعش فى عصر الانترنت، سألته لماذا قال لأنى لو عشت هذا العصر لما كتبت ما كتبت"، مضيفا أنه ربما يأتى من يكتب بشكل مختلف عما كتبه نجيب.
وقال: "أول كتاب لنجيب محفوظ، كان مترجمًا ولم يكن عملا روائيًا، عن مصر القديمة، ومن هذا الكتاب بدأ نجيب محفوظ رحلته إلى حضارة مصر القديمة، وفي هذه الفترة كان نجيب محفوظ متيم بكتابات سلامة موسى، وكان يرى أن حضارة مصر القديمة هى أساس الوطنية، وأكبر دليل على صحة كلام محفوظ، أن مصر هى البلد الوحيد الذى حافظ على تماسكه.
وأضاف أن رواية كفاح طيبة، هى ذروة الرواية التاريخية لنجيب محفوظ، وعندما قرر مهاجرة الرواية التاريخية، ظلت قيم مصر القديمة متواجدة بكتاباته، كما أن نجيب محفوظ كان دائمًا يطرح سؤال الدين بالتوازى مع السؤال الاجتماعى، ولا يناقش القضايا الاجتماعية فقط فى رواياته.