ايجى ميديا

الخميس , 2 مايو 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: فى أصل مصيبتنا السوداء

-  
جمال فهمي

يقال فى بعض نظريات علم الاجتماع السياسى إن البشر حين يتعايشون معا وينتظمون فى مجتمع، فإن انتظامهم هذا يقوم على ركيزتين أو «بنيتين» أساسيتين، أولاهما «تحتية» حيث النشاط المادى للناس عموما، وخصوصا أنشطتهم الاقتصادية، وما ينجم عنها من تقسيمات طبقية وعلاقات عمل وإنتاج ومصالح مادية مختلفة ومتعارضة.. إلخ، فأما البنية الثانية فهى «فوقية» تمور فيها شتى الأفكار والعقائد ومختلف الإيمانات الروحية والدينية والانحيازات السياسية والاجتماعية، كما يقع فى قلب هذه «البنية» كل منتجات المجتمع الإبداعية والفنية ومنظومة الأخلاق والثقافة السائدة، فضلا عن أن فى هذا المستوى الفوقى تستقر عادة جميع الشرعيات بما فيها القوة المعنوية لمؤسسات الدولة والقانون، إضافة طبعا إلى شكل الحكم ونوعه.


هذا التقسيم هو، بطبيعة الحال، افتراضى ونظرى، غرضه تسهيل الدراسة والبحث فى أحوال المجتمعات، بمعنى أنه فى الواقع لا يوجد هذا الفصام والانفصال الذى قد يوحى به الحديث عن «بنيتين» مختلفتين فى طبيعتهما، بل إن نظرية «البنيتين» نفسها هى أساسا تقوم على الإقرار بوجود علاقة اتصال قوية ووثيقة جدا وجدل وتفاعل دائمين ومستمرين بين ما يجرى «تحت» وما يحدث «فوق»، حتى إن الخلاف التاريخى الأشهر والعتيد فى أوساط أصحاب الأيديولوجيات ونظريات التغيير السياسى والاجتماعى كان وما زال يدور حول إجابة سؤال من أين يبدأ تراكم أفعال التحول والتغيير فى المجتمع؟ من بنيته وأوضاعه التحتية أم الفوقية؟


وبعد فإننى عزيزى القارئ، أعرف أن صدرك ربما ضاق بالكلام السابق كله، وأقبل منك أن تنعته وتنعت العبد لله بالحزلقة النظرية الفارغة، لكنى أستأذنك فى بعض الصبر حتى نجرب معا فى السطور الباقية تطبيق نظرية «البنيتين» على ما نحن فيه وما نكابده فى مجتمعنا الراهن، بعد نحو أربعة عقود من التخريب الشامل الهائل الذى حرضنا على القيام بثورتين فى أقل من ثلاث سنوات، يعنى مثلا، إذا كانت الأوضاع التى ما زالت قائمة الآن فى «بنيتنا» التحتية تجعلنا غارقين فى التخلف والبؤس، وتطحنا الأزمات من كل نوع فى ظل انشطار اجتماعى خطير بين قلة قليلة مترفة ومتخمة بالسحت والثروة الحرام، وأغلبية ساحقة تصارع يوميا من أجل مجرد البقاء على قيد الحياة، إذا كان ذلك كذلك فى الوضع الذى «تحت» فهل غريبا أن يكون حال الوضع «فوق»، أى فى العقول والوجدان والثقافة، أن «عقيدة السبوبة» وشريعة النصب والنفاق والكذب (حتى على المولى تعالى) هى السائدة والمتحكمة لدرجة اختراع تجارة رائجة لم يسبقنا إليها أحد فى هذه الدنيا هى التجارة و«السمسرة» فى الدين وفتاواه، وجعله «بضاعة مضروبة» تباع على الأرصفة فتسمم عقول الناس وتسطح أفهامهم وتمسخ أرواحهم، إذ تعلى من شأن «صور وديكور» التدين على حساب جوهر الدين الحق وقيمه السامية التى تأبى العنف والتخريب والتقتيل والابتذال وفقدان التسامح.


لكنك تستطيع أيضا أن تطبق نظرية «البنيتين» بالمقلوب.. يعنى تبدأ مما يحدث «فوق» المجتمع لا «تحته»، وسوف تكتشف أن لا فرق يذكر فى النتائج، فوجود كل هذا الفيض من التلوث السمعى والبصرى والعقلى والروحى، يقابله وينتج عنه «تحت» شيوع التحرش الجنسى الجماعى فى الشوارع والمرافق والمحافل العامة وتكرار حوادث الانتفاضات الغاضبة احتجاجا على قيام مواطنين مسيحيين بعبادة الخالق فى بيت أو مبنى غير مرخص والتصدى لمنعهم بالقوة.. وأخيرا، القتل والتخريب والبلطجة باسم الدين.


هل عرفتم حجم وعظم المهمة التى علينا إنجازها حتى يتحقق ذلك الشعار الخطير، أى ضرورة «تجديد الخطاب الدينى» وإحداث تغيير جذرى فى بنيانه والمفاهيم التى يروج لها، بحيث لا يصير تحريضا على القبح والجلافة والتخلف والوحشية والهمجية، إنما هاد وداع للترقى والتهذيب والتسامح والجمال وإعمار الأرض لا تخريبها؟.

التعليقات