فى الحقيقة أن معركة عبد الرحيم على ضد ساويرس هى معركة كاشفة لأمور شتى، فهى معركة رجال جمال مبارك ضد ساويرس، فغير مسموح لساويرس أن يرشح شخصيات محترمة على قائمة حزبه فى مجلس الشعب القادم، وغير مسموح له بأن يحصد حصة فى هذا المجلس، لأنهم يريدون عودة دولة الحزب الوطنى بكل ما فيها من فساد وشللية.
المعركة كشفت كذلك التخطيط الذى يراد به مستقبل مصر، هم يعرفون أن ساويرس وطنى ولكن المطلوب تركيعه سياسيا واقتصاديا.
باختصار المطلوب أن يدفع الجزية ويتخلى عن السياسة.
إن عائلة ساويرس هى أكثر مجموعة أعمال فى مصر تعرف المسؤولية الاجتماعية لرأس المال على خُطى مؤسسات الأعمال العريقة فى الغرب، ولهذا أسهموا بدور وطنى متميز، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: «عائلة ساويرس تتبرع ببناء ألف مدرسة - مؤسسة ساويرس الخيرية تهتم بأطفال الشوارع وتصرف على عديد منهم - والدة ساويرس تهتم بالملاجئ الخيرية وببيوت الأيتام وتدعم الملاجئ الناجحة منها بمساعدات مادية وعينية دون ضجة إعلامية ودون إعلان، وكذلك دورها البارز فى تنمية بعض المناطق العشوائية فى المقطم وحلوان - مؤسسة ساويرس تهتم بالطلاب المتفوقين فى مصر وترسلهم فى بعثات تعليمية تتكفل بمصاريفها كاملة إلى أرقى جامعات العالم (كامبريدج وهارفارد ويال.. إلخ) - كل سنة عشرة مبعوثين لدراسة الماجستير والدكتوراه على حساب مؤسسة ساويرس وذلك لأكثر من 10 سنوات، بما يعنى أن هناك أكثر من مئة أكاديمى مصرى رفيع المستوى صنعت نجاحهم هذه المؤسسة الوطنية - مؤسسة ساويرس تمول تكاليف مهرجان القاهرة الدولى السينمائى لسنوات - مؤسسة ساويرس تمول عديدًا من مشروعات سوزان مبارك التنموية - مؤسسة ساويرس تمول بمبالغ ضخمة مستشفى سرطان الأطفال - مؤسسة ساويرس تسهم فى تمويل مركز مجدى يعقوب للقلب بأسوان الذى يعالج فقراء المصريين مجانا - شركات ساويرس تسهم فى رفع مستوى الدخل فى مصر بالاستثمارات التى كانت تجلبها إلى البلد وبعلاقاتها مع الكثير من البنوك العالمية التى تثق فى قدرتها على السداد فكانت تمنحهم الأموال اللازمة للمشروعات وهى مطمئنة - شركات ساويرس تشغل عشرات الآلاف من الشباب ومصدر دخل لمئات الآلاف - شركات ساويرس بنَت حيا سكنيا بأسعار تناسب الطبقة الفقيرة وتحت المتوسطة افتتحه الرئيس السابق مباركبالمناسبة ساويرس حساس جدا بشأن مساعدة أى شىء قبطى أو مسيحى، ولهذا ذهبت كل هذه المساعدات إلى مؤسسات يملكها مسلمون وإلى شخصيات مسلمة.
إذن لا نقاش حول وطنية عائلة ساويرس، وعلى الدولة المصرية وقْف الحملة الهجومية عليها، فالخاسر الأكبر من استمرارها هو مصر بالدرجة الأولى..
مجدى خليل