كشفت الباحثة الأثرية إيمان عمار عن اتخاذ المصريين القدماء القطة رمزاً للمعبودة "باستت"، ورُمز لها أيضاً بالهيئة الآدمية لسيدة برأس القطة، وقد قارنها اليونانيون بإلهتهم "أرتيمس"، ويقع مركز عبادتها فى "تل بسطة" بالزقايق حيث كانت عضو ثالوثها المكون من (آتوم، باستت، ماى حسى)، وترجع بداية ظهور "باستت" فى المصادر المصرية إلى عصر بداية الأسرات، حيث عثر على بعض الشقافات والأوانى التى سُجل عليها اسم المعبودة "باستت" فى منطقتى "سقارة" و"أبيدوس".
وقالت: "يشير اسم المعبودة "باستت" إلى مكان عبادتها فى شرق الدلتا "تل بسطة"، حيث يعنى اسمها (المنتسبة لتل بسطة)، وتصور المعبودة "باستت" عادةً فى هيئة أنثى الأسد (اللبؤة) جالسة، أو فى هيئة آدمية أنثوية برأس اللبؤة أو القطة، كما ظهرت على بعض الشقافات من الأسرة الثانية فى هيئة سيدة برأس اللبؤة، وقد ارتبطت "باستت" بالقطة منذ الدولة الوسطى، وأصبحت تُمثل برأس القطة خلال عصر الدولة الحديثة، وأحياناً ما كانت تُصور ممسكة بالشخشيخة (الصلاصل) فى يدها.
وأضافت: "باستت" حظيت بأهمية كبيرة وبانتشار واسع لعبادتها عبر مختلف العصور التاريخية القديمة. ولم يتبق من معبدها فى "تل بسطة" إلا بعض البقايا القليلة.
كما عبدت "باستت" فى مصر العليا، حيث شُبهت أو مُثلت بالربة "موت" زوجة "آمـون" فى "طيبة". كما عبدت فى "منف"، وحملت هناك لقب (سيدة عنخ تاوى) منذ الدولة القديمة. وامتدت عبادتها إلى "دندرة" التى عرفت باسم (بوباسطة مصر العليا)، كما امتدت عبادتها أيضاً إلى "طيبة"، و"هليوبوليس"، و"بنى حسن"، و"النوبة".
وقد حملت "باستت" العديد من الألقاب، ومن بينها: "سيدة الأرضين، وسيدة الأرباب، وسيدة السماء، وعين "رع" المسالمة، وعين آتوم". كما لقبت بـ (سيدة "بسطة") ارتباطاً بمكان عبادتها، وهو اللقب الذى ظل متواجداً فى النصوص حتى نهاية التاريخ المصرى القديم.