صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ديوان "شعراء آل نهيان" في طبعة مزيدة ومنقحة (الطبعة الثالثة)، تضم النتاج الشعري لسبعة عشر شاعراً من أسرة آل نهيان خلال فترة خمسة قرون (من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين).
وأكدت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في تقديمها للكتاب الذي يقع في 379 صفحة، أنّ الشعر قد واكب حكام آل نهيان منذ بداية ظهورهم في المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة، ولا تنقل القصائد التي تم جمعها وحفظها لأفراد هذه الأسرة – التي يعود تاريخ حكمها في إمارة أبوظبي إلى أكثر من خمسة قرون – صورة من صور الترف، بل تنقل صورة مشاركة مجتمعية أدبية لجنس أدبي شكل جزءاً مهماً من الهوية المحلية وتاريخ المنطقة وثقافتها، وانعكاساً لذات إنسانية متواضعة من خلال لغة شعرية راقية وصور فنية مبتكرة.
وشكلت هذه التجربة الشعرية المهمة لدى شعراء آل نهيان خلال الفترة من القرن السادس عشر وحتى العشرين – والتي ضمن هذا الكتاب تجربة سبعة عشر شاعراً منهم – ظاهرة جديرة بالدراسة والتمعن، فهي تسجل أقدم ما وصلنا من شعر الونة التي تميز بها مجتمع الإمارات، وتعود إلى الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان (القرن الثامن عشر)، كما تسجل أقدم ما وصلنا من شعر التغرودة، وتعود إلى الشيخ سلطان بن شخبوط آل نهيان (القرن التاسع عشر)".
وتقدم لنا هذه التجربة الشعرية أيضاً نموذجاً للجانب الإنساني والأدبي لدى أفراد هذه الأسرة الحاكمة، بممارستهم جنساً أدبياً مارسه أفراد الشعب وتخاطبوا من خلاله في حياتهم اليومية، فنظموا في مختلف الأغراض الشعرية كالحكمة والنصح والسياسة والغزل والحماس، ودارت بينهم مساجلات شعرية توضح مدى التمازج بين الحكام وأفراد المجتمع، دون أن يروا أنفسهم بمعزل عنهم، مدركين أن للشعر تأثيره البليغ في التواصل مع كافة الفئات، وأنه وسيلة لتوضيح الكثير من المواقف الاجتماعية والإنسانية والسياسية فيما يمكن أن نسميه الشعر السياسي، ممارسين بذلك السياسة من خلال الشعر، ولنا في قصائد الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نموذج منهم على ذلك.
وأوضحت اللجنة أنّ سلسلة شعراء آل نهيان لا تزال في عطائها الشعري عبر تقديمها المزيد من التجارب الشعرية من خلال الجيل الحالي من شعراء هذه الأسرة الأدبية.
وذكرت لجنة إدارة المهرجانات أنّ شعراء هذا الديوان هم "الشيخ محمد الفلاحي الياسي، الشيخ ذياب بن عيسى آل نهيان، الشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان، الشيخ سلطان بن شخبوط آل نهيان، الشيخ عيسى بن خالد آل نهيان، الشيخ ابن عيسى آل نهيان، الشيخ خالد بن عيسى آل نهيان، الشيخ هلال بن عيسى آل نهيان، الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان (زايد الأول)، الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة آل نهيان، الشيخ حمدان بن زايد بن خليفة آل نهيان، الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان، الشيخ محمد بن زايد بن خليفة آل نهيان، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان.
وقد بلغ عدد قصائد الديوان 140 قصيدة مع شرح لمفردات كلماتها، كما ضمّ الكتاب قصائد تنشر لأول مرة لشعراء الديوان. حيث ظهر في أسرة آل نهيان العريقة عدد من الشعراء الذين نظموا الشعر في مختلف الأغراض الشعرية، وقد قدموا على مدى عدّة قرون نماذج إبداعية متنوعة.
شعراء هذا الديوان يكتبون الشعر شعوراً يرقى بفنيته وجمالياته التصويرية في الوصف، وهم مكتشفو طاقاتها التصويرية عبر انتقالهم الفني من تقنيات الصورة الموشاة بمعانيها العاطفية، إلى استخدامهم تقنيات التصوير الفني للحالة الإنسانية الأبعد من التفاعل العاطفي إلى ما يشبه الاتحاد البنائي بين الصورة وموضوعها. وهم بدأوا بالحرف مسيرتهم إلى مسارات جديدة للريح تفعل بالشعرية ما لا يستطيعه إنسانٌ بالملموس من قدرات التغيير والتعبير.