ايجى ميديا

الأثنين , 29 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: حظى معاكى يا دُنيا كده!

-  
طارق الشناوي

قبل أيام قليلة حلت ذكرى رحيل المطرب عماد عبد الحليم، ياه مرت 19 عاما، عماد هو الفنان الذى منحه الله موهبة وحضورًا وتألقا، لكنه لم يصُن منحة السماء وبددها، ووقع تحت قيد التعاطى القاتل، وخسرنا صوتا فى عز العطاء، فلم يكن قد تعدى بعد الخامسة والثلاثين عندما عثروا فى الشارع على جثمانه فاقدًا الحياة.


أنا على عكس أغلب القراء، أشعر بقدر من التعاطف مع المتعاطى، فهو مريض يستحق العلاج لا التشفِّى أو التهكم، مع الأسف كثيرون دخلوا إلى تلك المصيدة ولم يستطيعوا الخروج منها، ولدينا عشرات من النماذج محليا وعالميا، ولكننا نتحدث هذه المرة عن عماد على سليمان، الذى منحه عبد الحليم اسمه ليصبح عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره عماد عبد الحليم.


هل كان حقا عبد الحليم حريصًا على تقديم مطرب جديد للساحة كما يحلو لكثيرين ترديد ذلك؟ الحقيقة المسكوت عنها هى أن عبد الحليم قرر أن يدفع عام 1973 بعماد، بعد أن كان قد سبقه بثلاث سنوات المطرب هانى شاكر، وحقق هانى نجاحا جماهيريا لا يمكن إنكاره، حيث وقف وراءه كل من الشاعر مأمون الشناوى والموسيقار محمد الموجى، استشعر عبد الحليم الخطر، والصحافة لعبت دورًا فى تصدير إحساس للقراء بأن هانى يهدد عرش عبد الحليم، ولم يكن ذلك صحيحا من الناحية العملية، إلا أن حليم وقتها كان قد تجاوز الأربعين، وهانى أقل من نصف عمره، وبدأ يتردد أن هانى هو مطرب الشباب، ونضيف إلى المعادلة أيضًا ضربات وجهها عدد من الكبار للنيل من حليم.


مثلا روى لى الملحن خالد الأمير -متعه الله بالصحة والعافية- أن أم كلثوم هى التى طلبت منه بإصرار التلحين لهانى أشهر أغنية حققت له نجاحا ضخما فى البداية «كده برضه يا قمر».


وفى هذه اللحظة كان ينبغى أن يتدخل العقل والمنطق لضبط ردود فعل عبد الحليم، حيث نصحه الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بأن لا يبدو كأنه فى معركة مباشرة مع هانى، ولكن يقدم للساحة مطربا جديدا هو الذى يتصارع أمام الرأى العام مع هانى، ووقع اختيار حليم على هذا الطفل المعجزة، كما كانوا يطلقون عليه بالإسكندرية، عندما التقاه فى حفل خاص مطلع عام 1973، ومن بعدها أقام عماد فى القاهرة، وبدأ يتعلم فى معهد الموسيقى القواعد العلمية للغناء وسط حفاوة إعلامية طاغية.


بعد رحيل حليم 1977 كان عماد قد وصل إلى السابعة عشرة من عمره، وقدم بعدها للتليفزيون مسلسلى «الضباب» و«العندليب الأسمر» وعددًا من الأفلام مثل «حياتى عذاب» وكلها تروى بشكل أو بآخر حياة حليم.


النجاح السريع أدخله مباشرة إلى بؤرة الإدمان وبدأت الأضواء تنسحب عنه، وامتزج الإدمان بعلاقة نسائية براقصة شهيرة، كادت تودى به إلى السجن، عندما ابتعد عنها أرادت الانتقام ودبرت له مكيدة لإلقاء القبض عليه فى أثناء تعاطى المخدرات فى بيت مطرب شاب، الشرطة داهمت المكان قبل أن يصل عماد وألقت القبض على المطرب الذى قضى عاما فى السجن، خرج من بعدها وقد تاب عن التعاطى متخصصا فى الغناء الدينى، بينما عماد قد غاص أكثر فى تلك الرمال الناعمة لينتهى الأمر به كالعادة جسدًا ملقى فى عرض الطريق ومعه سرنجة وليمونة.


عماد عبد الحليم التقيته مرات قليلة، وفى عز توهجه، وكان مثالا للالتزام والتواضع، وأتذكر أن شقيقه الكبير الموسيقار محمد على سليمان، اتصل بى وطلب منى أن أكتب مقالا محذرًا شقيقه الصغير من الإدمان، ولم يكن هذا بالطبع ممكنا من الناحية القانونية.


ظلم عماد نفسه وظلمتْه الدنيا التى غنى لها «حظى معاكى يا دُنيا كده»!

التعليقات