أكد الناقد الدكتور يسري عبدالله أن الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم يعد قيمة فنية وتاريخية في مسيرة الشعرية العربية، معتبرا أن تضفير السياسي بالجمالي عنوانا على نص قرر منذ اللحظة الأولى ألا يهرب، فبدت المقاومة خيارا جماليا ودلاليا في نصوصه.
وأضاف عبدالله - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن قصائد سميح القاسم بدت كشفا أصيلا عن واقع مسكون بالحصار والغضب والفرار إلى المستقبل، هذا الذي دشنه إيمان عميق بالوطن ومقولاته الكبرى، فكانت دواوينه" أغاني الدروب/ سقوط الأقنعة/ دخان البراكين/ دمي على كفي"، وغيرها، تعرية للكيان الصهوني، ومراكز الاستعمار الداعمة له.
وأوضح أن تلك الروح حاضرة بقوة في نصوصه، على نحو ما صنع في ديوانه "سقوط الأقنعة" من مساءلة لـذلك الكيان الباهت "مجلس الأمن"، وعلى الرغم من هذا الجانب النضالي المقاوم الذي لم يفارق شعرية سميح ولو لمرة واحدة، إلا أن ثمة تنويعات فنية عرفتها قصيدته، وبدت نصوصه الأحدث زمنيا واصلة لمساحات نفسية أعمق داخل الجوهر الإنساني، وأشير مثلا إلى عمليه "كولاج2" (2009)، و"كولاج 3"(2012).
ورأى عبدالله أنه لا شك في أن إيقاعية نصوصه ومدلولاتها المقاومة بدت دافعا لغناء بديع لها على نحو ما صنع الفنان المبدع مارسيل خليفة في أغنيته الشهيرة "منتصب القامة أمشي"، أو على نحو ما صنعت السيدة فيروز حين غنت "زنابق المزهرية"): حملت الزهرية/ والنظرة الشقية/ من القدس العتيقة/ ومن ترى رأيت/ في عتمة القناطر/ من شعبناالمهاجر/ وما ترى سمعت؟).
واختتم عبدالله بقوله: "عن الموت والثورة والمقاومة والأماني المتجددة والأحلام التي تأبى على العدم، أطل علينا سميح القاسم منتميا لناسه وثقافته، موصولا بتراثه ومؤسسا لحداثته الخاصة بنت تمجيد النضال وتثوير العالم ومقاومة القبح عبر الاحتفاء بالجمالي والانتصار له".