ايجى ميديا

الأثنين , 29 أبريل 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: اعتذار واجب إلى سكان الكوكب

-  
جمال فهمي

أعتقد أن من أسوأ وأبشع اللحظات التى عاشها العبد لله على امتداد عمره كله هى تلك الثوانى التى تجرأتُ فيها وشاهدتُ مقطع فيديو مروِّعًا يصوِّر نفاية بشرية أو «مسخا مشوها» من أعضاء عصابة «داعش»، بينما هو يقطع ويجزّ أمام الكاميرا، وبِغلٍّ وحشىّ ومن دون أن يرفّ رمش واحد فى جفنه القذر، رقبة إنسان برىء أعزل هو المصور الصحفى جيمس فولى، الذى كانت عصابة أخرى مشابهة «أنصار الشريعة» قد اختطفته فى سوريا قبل عامين، ثم لما انضمّ فريق منها إلى العصابة الجديدة انتقل هذا الأسير الرهينة وغيره إلى حوزة هذه الأخيرة.


قصة شريط الفيديو الرهيب الذى أتحدث عنه صارت معروفة، وهى ليست نادرة، إنما هى واحدة من سيل لا يكاد ينقطع يوما أو ساعة واحدة من فصول ومشاهد مأساة عار إنسانى تعجز عن وصفه اللغة بما رحب قاموسها. لكن، بغير لفّ ولا دوران، فإن هذا العار يخصنا ويلطخ جباه مجتمعاتنا ويشى بخطورة وفظاعة تلك الثقافة المنحطة التى تركناها تتغلغل فيها تحت غطاء فساد وتخريب وعاصفة بؤس وتأخر وتجهيل وتشويه عقلى وروحى وأخلاقى عاتية أطلقتها نظم حكم لا يفوق قمعيتها وغربتها عن تطور الجماعة البشرية، إلا فشلها وخيبتها القوية على كل صعيد، وهى لم تكتفِ بالنهب والإفساد ومراكمة الثروات الحرام فى كروش المنتفعين بها، إنما تواطأت أو تركت مجتمعاتها نهبا مستباحا لعصابات وزعران «التجارة فى الإسلام»، الذين راحوا يستعملون تلال البؤس الشامل «مادىّ وعقلىّ» فى تأسيس ظاهرة رهيبة هى تحويل الدين إلى سيف و«مطواة» وقنبلة جاهزة للانفجار وتدمير أى شىء له قيمة، ابتداء من القيم السامية للدين الحنيف نفسه بعد اختزاله فى أذهان عموم الناس وعوامّهم إلى مجرد طقوس وشكليات ومظاهر فارغة وغارقة فى الرياء والنفاق وخالية وبريئة تماما من أى جوهر روحى وأخلاقى راقٍ، يعنى أصبح عاديا جدا أن نصلّى بانتظام مملّ، ونكذب كثيرا على الله والناس، ولا نتعفف عن الأذى والجلافة، كما يحرص الكثيرون منا على أداء الحج والعمرة من دون أن يكون ذلك عاصما ورادعا لبعضهم أو نسبة معتبرة منهم، عن الظلم والنصب والفحش وأكل حقوق الغير، وكذلك أضحى شائعا أن يصوم كثيرون كل إثنين وخميس، وصار شائعا أيضا وعلى نحو مَرَضىّ ووبائى «ليس له مثيل فى الدنيا كلها» أن تتحرش قطعان ضخمة من ذكورنا بالنساء وإهدار كرامتهن علنًا فى الشوارع.. إلخ.


هذه هى بداية العار ومنبعه وقاعدته الواسعة، أما قمته وذروته فهو ما نراه ونكابده الآن من إجرام وإرهاب وتخريب وذبح وتقتيل على نحو صنع واحدة من أقبح وأبشع صور ووقائع الإجرام والهمجية التى عرفتها الإنسانية فى تاريخها الطويل.


إذن، ليس أمامنا مفرّ ولا سبيل للهروب والتملص من واجب الاعتراف بأن هذا العار الثقيل هو عارنا، ونحن مسؤولون عنه مسؤولية كاملة، حتى وإن كان صحيحا فعلا أن قوى ودولا عدة استثمرت فى ظواهر مشينة نبتت وترعرعت فى بيئاتنا، ونفخت فيها وغذَّتها واستخدمتها بطريقة شريرة ومتهورة فى خدمة أهدافها ومراميها، ولكى تغرق أوطاننا فى مزيد من الخراب والتمزيق والتناحر وإشعال حروب طائفية عبثية لا يعود معها الكيان الصهيونى المزروع بالغصب والعدوان فى قلب أمتنا غريبا ولا عجيبا بل عاديا جدا فى منطقة من العالم يقتل أهلها بعضهم بعضا، ويتنافسون ويتصارعون بالمدفع والقنبلة، باسم الدين وتحت رايته المسروقة.


وأختم بأننى، باعتبارى مواطنا مصريا عربيا مسلما، خجلان وتملؤنى رغبة جامحة أن أعتذر بحرارة، ليس فحسب إلى روح الزميل الصحفى المذبوح جيمس فولى وإلى أهله وأحبته جميعا، وإنما إلى كل إنسان يعيش معنا على ظهر هذا الكوكب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التعليقات