لا بد من الخروج من حالة العشوائية التى تدار بها الأزمة حاليا
كأن الحكومة لمن تكن تعترف بأزمة الكهرباء!
فهى تعتقد أن الأمور ماشية وعلى الناس أن تتحمل، لأن ده الموجود حتى لو كان انقطاع التيار بالساعات الطويلة، وحتى إن كان انقطاع التيار قد دمّر الأجهزة.
وكأن الحكومة لم تكن تعى أن الكهرباء متداخلة فى كل شؤون الحياة، فى المنازل، وفى الشوارع وفى البنوك وفى المصانع، وليس الإضاءة فقط.
وكأن الحكومة ووزراءها لم يكونوا يعلمون أن هناك أزمة وقود «مستفحلة» تؤثر على محطات الكهرباء.
وكأن الحكومة لم تكن تعلم أن هناك محطات كهرباء فى حاجة إلى صيانة!!
وكأن الحكومة ووزراءها المختصين «البترول والكهرباء» كانوا فى حاجة إلى استدعاء رئاسى إلى قصر الاتحادية ليتأكدوا أن هناك أزمة.
وليخرج علينا رئيس الوزراء ليقول فى مؤتمره الصحفى فى قصر الاتحادية «علينا الاعتراف بأن هناك مشكلة حقيقية فى الكهرباء وستتم مواجهتها بخطة عاجلة».
اعتراف متأخر يا دولة رئيس الوزراء!
ومواجهة متأخرة أيضا يا دولة رئيس الوزراء!
فالناس تحملت انقطاع الكهرباء منذ شهور..
وتخيلت أن الحكومة تسعى إلى حل المشكلة ومواجهتها باعتبارها أزمة كبرى، وأن الكهرباء وتوفيرها هى مشروع قومى لا يقل عن أى مشروع مثل قناة السويس الجديدة أو الطرق الجديدة، بل إن تلك المشروعات تعتمد كليا على الكهرباء.
إن أزمة الكهرباء أثبتت فشل الحكومة فى مواجهة وإدارة الأزمة حتى الآن.
فلم تقدم الحكومة حلولا واعتمدت فقط على الأحمال وجدول الأحمال وقطع التيار وفقًا لنصيب كل منطقة أو مدينة أو قرية.. وساعات طويلة من الظلام فى أنحاء مصر فى الوقت الذى تحصّل فيه الحكومة الفواتير بعد أن رفعت الأسعار وأدخلت الغلابة فى شرائح الأثرياء من دون تقديم أى خدمة!!
ولعل الحكومة فى هذه الأزمة تؤكد أنها ما زالت تسير بتعليمات الرئيس!!
ولعل الحكومة لا تعلم أنها شريك أساسى فى السلطة التنفيذية وتشارك الرئيس فى القرارات «ويا ليت السادة الوراء يقرؤون نص الدستور الجديد ليعرفوا مهام الحكومة».
لقد تكهربت الحكومة بعد لقاء رئيس الوزراء ومعه وزير البترول ووزير الكهرباء وخرجوا علينا بتصريحات متفائلة بعد أن كانوا صامتين! وأن هناك انفراجة.
وبدأ الحديث عن خطة عاجلة وأخرى آجلة.
وقد تحسنت الكهرباء بالفعل فى نفس يوم اللقاء، كأنهم كانوا فى حاجة إلى «كهربة الرئيس»!!
وليت الحكومة تعتبر فعلا أن الكهرباء هى مشروع قومى وتسعى إلى مواجهة الأزمة وليس بالحديث عن الأحمال والدعوة إلى ترشيد الاستهلاك فقط، وليعلم أن الناس بترشد غصبًا عنها، خصوصا بعد الغليان فى الفواتير.
ولا بد من المصارحة بعد الاعتراف بالأزمة فى الحلول.
ولا بد من الخروج من حالة العشوائية التى تدار بها الأزمة حاليا.
وأن تعى الحكومة أنه ليست العدالة فى قطع الكهرباء فقط عن الوزراء واستجابة لطلب الرئيس فى «قطع النور» عن بيته وإنما فى حل الأزمة.
ولعلها تكون انفراجة كهرباء بجد، بمواجهة حقيقية وبشفافية مع الناس.