صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤخرا كتاباً بعنوان "لذة القص في روايات يوسف إدريس"، لمؤلفه د. مجدي العفيفى رئيس تحرير أخبار الأدب سابقا .
تطمح هذه الدراسة إلى تقديم طرح نقدى لمعرفة مدى تحقق الأبنية الفنية وشواهد المعمار الأدبي في عالم الروائي يوسف إدريس عبر القراءة الكاشفة لرواياته التسع التي تشكل أحد أضلاع المثلث الإبداعي ليوسف إدريس "فن القصة القصيرة، وفن الرواية، وفن المسرح"، الذي يرتكز على منظومة تتجلى في وحدة إبداعية متجانسة، وحدة وجود، ووحدة فن، ووحدة فكر، تحكمها رؤية شاملة تنتظم أعماله الإبداعية بما تطرحه من رؤى عميقة ومتطورة للإنسان والعالم والكون، وبما تحمله من معطيات فكرية ذات مرجعيات معرفية وجمالية، وبما تصوره من أنساق فنية يفضى بعضها إلى بعض عبر إستراتيجية متناسقة في تجلياتها السردية على تباين أشكالها وتعدد مستوياتها.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب، يتناول الباب الأول "إستراتيجية العتبات البنية والدلالة"، والباب الثاني يتحدث عن "بنية الشخصية.. الأزمة والتصوير الفني"، والباب الثالث "الراوي والمروى له وتشكيل الخطاب"، وأخيراً الباب الرابع "تضافر الأبنية السردية الحدث والزمان والمكان".
يلاحظ المؤلف أن الخطاب النقدي حول أدب يوسف إدريس السردي، تغافل كثيرا عن دراسة أعماله الروائية دراسة فنية شاملة بالقياس إلى الأهمية البالغة لدراسة قصصه ومسرحياته، بل إن مكتبة الدراسات الأدبية تفتقر إلى دراسة فنية شاملة للتكنيك الروائي عند يوسف إدريس، خصوصاً في ظل تعددية مناهج السرد وتطورها المستمر.