أكد عدد من باحثي الاثار علي مصرية سيناء تماما وأنها جزء أصيل من مصر,حيث قال اسلام سامى مفتش اثار سرابيط الخادم أن مناظر الملوك منذ بداية الأسرات خير دليل على مصرية سيناء بالكامل وأنها بأكملها كانت خاضعة للسيادة المصرية منذ أقدم العصور وأن هذه المناظر جاءت لتؤكد فرض الملوك المصريون سيادتهم على هذه البقعة الغالية من أرض مصر.
كما أكد السيد البدوى مفتش اثار سرابيط الخادم وباحث فى الاثار المصرية أن المصريين لم يأتوا إلي سيناء كغزاة كما يردد عدد من علماء الغرب وأنها لا تتبعهم جغرافيا,وإلا لما وصلتنا أى من نقوشهم فى هذه المناطق ولقام أهل هذه المناطق بالتخلص منها على الفور بعد خروج المصريين من أرضهم أو فى فترة من فترات الضعف فى العصور المصرية التالية، وحتى مع انعدام النشاط التعديني فى فترة عصر الانتقال الأول فإنه تم الحفاظ على هذه النقوش من التلف أو التدمير.
وساق الباحث دليل آخر على مصرية شبه جزيرة سيناء وهو ذلك الموقع الجغرافي المتميز لها حيث يحدها من الشرق خليج العقبة ويمثل حماية طبيعية لها ولا تكون مفتوحة إلا من جهة الغرب من فوق نهاية خليج السويس حتى البحر المتوسط،وأن الجزء الممتد من نهاية خليج العقبة شمالاً حتى البحر المتوسط لم تقم على جهته الشرقية(الأراضي الفلسطينية) أى حضارة ذات طابع قوى منافس للحضارة المصرية القديمة حتى يكون هناك نوع من النزاع على هذه المنطقة ويدعى كل قوم ملكيتهم لها بل كانت أقوام يغلب عليها حياة الرعى والترحال.
ومن الأمثلة على قدم التواجد الملكي فى سيناء لوحة من العاج منقوشة تعود للملك "دن" الأسرة الأولى عثر عليها فى أبيدوس London BM 55586, H. 4,5 cm, W. 5,4 cm) ),ويسبق حامل وب واووت الملك "دن" والذى يشاهد وهو يضرب بدوى والنقش المصاحب يقرأ كالتالى " المرة الأولى لتأديب الشرق".
وتابع الباحث:هناك دليل مادى آخر غاية فى الأهمية فيما ذكره لنا "ونى" أحد كبار رجالات الدولة فى الأسرة السادسة، حيث ذكر حملاته الأربع البرية والخامسة البحرية البرية وذلك لتأديب بدو الرمال كما كان المصريون يلقبوا الأقوام التى فى فلسطين وقد أطلق المصريون عليهم اسم "عامو حر يوشع" بمعنى بدو الرمال أو القبائل التى تعيش على الرمال. والملفت هنا هو ذكر تكوين الجيش المكون من عشرة آلاف جندى وهو رقم مبالغ فيه جداً ولا يذكر إلا فى غزوة خارج حدود الوطن وكذلك الحملة البحرية ما الحاجة إليها إذا كان الهجوم داخل الأراضى السيناوية وليس خارجها.
وأضاف:أهم شيء فيما ذكره ونى هو ذكره أنه قد جاوز بجيشه مناطق الحدود الشمالية الشرقية، أو جاوز على حد تعبيره الجزيرة الشمالية، وبوابة "ايحوتب" وساقه حورنب ماعت (وهو لقب سنفرو ، وتسمية المنطقة باسمه تعنى تحصينها فى عهده),ومن خلال وصفه لمنطقة حروبه وذكره مزارع التين والكروم فيها ينم عن أنه قد توغل داخل الأراضى الفلسطينية، وقد ذكر منطقة باسم "أنف الغزال" وهذه يراها جاردنر قريبة من "جبل الكرمل". وفى هذا دليل واضح على أن شبه جزيرة سيناء (والتى وصفها بالجزيرة) كانت مصرية خالصة وأن الأمن القومى المصرى كان يبدأ التعامل معه من بعدها باتجاه الشرق ضد أى تهديد من هجرات القبائل الأمورية القديمة والتى هددت سبل التجارة بين مصر وجيرانها.