- الكاتب الصحفي مجدي العفيفى صديق أنيس منصور:
- أجريت مع منصور حوارات كثيرة عن الصندوق الأسود ليومياته
- خصنى من مقتنياته بـ 7 حقائب من صوره النادرة و3 أنواع من المذكرات
- منصور رفض الإنجاب حتى يكون النقطة الأخيرة فى سطر عائلته
- آخر سؤال سألته له عشية وفاته "ماذا ستقول لربك غدا إذا لقيته"
فى ذكرى ميلاد الأديب الرحل أنيس منصور، ذهبنا إلى الدكتور مجدى العفيفى الكاتب الصحفى والناقد الأدبى ورئيس تحرير مجلة أخبار الأدب السابق، بوصفه الشخص الأكثر ملازمة للأديب الراحل فى أخر عامين من عمره وبالأخص آخر 200 يوم في حياة الأديب والصحفى الكبير "أنيس منصور"، والتى كشف له خلالها عن العديد من الأسرار والمذكرات، والتى كشف لنا عنها من خلال هذا الحوار الخاص، إضافة إلى إمداده لنا لمجموعة من الصور النادرة التى تنشر لأول مرة للأديب الراحل ، وإلى نص الحوار.
بداية هل تعتقد أن الأديب الكبير أنيس منصور أخذ حقه وتقديره الأدبي والمعنوي في حياته ؟
- أنيس منصور باعتباره موسوعة فكرية، ومن أي باب تدخل له تجده، وأستطيع أن أقول إنه من آخر جيل العمالقة فى الصحافة الموسوعية الشاملة، فهو الكاتب والروائى والفيلسوف، وكل هذه الجوانب تشكل أنيس منصور الشخص والشخصية، فالشخص رحل عنا أما الشخصية فستظل متواجدة عبر 200 كتاب، والذين قال عنهم قبل أن يموت أنهم أولاده الذين لم ينجبهم، لقد عشت مع انيس أكثر من 40 عاما، واقتربت منه بالأكثر فى العامين الأخيرين من حياته وخاصة السنة الأخيرة ، ومنصور قد اخذ حقه كاملا لأنه كان ملء السمع والبصر، وكان يشغل الدنيا كلها بمؤلفاته وعموده الصحفى "مواقف" الذى ظل يكتبه أكثر من 50 عاما ، وأنيس سيعيش لآلاف السنين بكتاباته ومؤلفاته لأنه خاطب كل الأعمار فى أعماله وكل الفئات بأسلوبه الجذاب.
كيف كانت حالته في العامين الأخيرين؟
كان يعيش فى حالة مراجعة لمنظومته الفكرية بشكل عام
أنت الآن بصدد نشر كتاب عن الأديب الراحل.. كيف جاءت إليك فكرة الكتاب؟
- كنت أجلس معه لساعات طويلة وبالأخص فى الفترة الأخيرة، التى كان يخيم عليه فيها المرض وأجريت معه حوارات كثيرة عن الصندوق الأسود لأنيس منصور، واستخرجت منه الكثير والكثير.
هل خصك بشىء من مقتنياته قبل أن يموت ؟
- سلمنى 7 حقائب من الصور التى تجمعه بنجوم السياسة والفن والأدب والصحافة والتى تمثل تأريخا له لم ينشر بعد، كما أنه ترك لى 3 أنواع من المذكرات الخاصة به أولهىا المذكرات السياسية بعنوان "مشوارى السرى" وهو كتاب كتبه منذ 20 عاما، وخاف مبارك من نشره، والمذكرات الشخصية بعنوان "حكيت وبكيت" وهى عبارة عن مجموعة من الرسائل العاطفية التى أرسلها لصديق عمره وشقيق زوجته السيدة رجاء حجاج اللواء أركان حرب فريد حجاج ، والتى كشفت عن أن منصور لم يكن عدوا للمرأة كما كان يظهر فى بعض كتاباته، كما كشفت عن علاقته بفتاة إيطالية أثرت فيه كثيرا وظل يبكى عليها كلما تذكرها طوال حياته، أما المذكرات الثالثة فهى المذكرات الصحفية بعنوان " على أمين ومصطفى أمين ، والتى ترصد المتغيرات والثوابت التى طرأت على الصحافة منذ أربعينيات القرن الماضى.
متى ستنشر هذه المذكرات ؟
- المذكرات ستنشر فى ذكرى رحيله 20 أكتوبر القادم.
بما أنك أطلعت على مذكراته لماذ عمل مبارك على منع نشر المذكرات الساسية لأنيس منصور طيلة 20 عاما ؟
- لأن المذكرات تحوى أسرارا تخص الأمن القومى ، ومنها الرحلة المكوكية السرية التى قام بها أنيس منصور لتقريب وجهات النظر بين القيادة المصرية فى عهد الرئيس انور السادات وحكام إسرائيل، وهى سلسلة من الرحلات لم يعرف بها رئيس الوزراء أو وزير الخارجية او حتى أجهزة المخابرات، وإذا نشرت هذه المذكرات ستسد صغرات كثيرة فى مذكرة السلام المعروفة بكامب ديفيد، فقد كان ينقل رسائل مباشرة من رئيس الحكومة فى إسرائيل مناحم بيجن إلى السادات بإعتباره يجيد اللغة العبرية ، كما ان المذكرات ستثير عواصف كثيرة حال نشرها .
ما هو مدلول احترام عدد من السياسة الإسرائيلين من خلال نعيه عند وفاته ؟
- أنيس منصور كان له علاقات بالمفكريين الإسرائيليين والساسة هناك، وهو ما كشف لى عنه فى الفترة الأخيرة من حياته، كما كشف لى أن إسرائيل لن تقبل بإقامة سلام مع أحد ولا تؤمن به، وهو الأمر الذى أكده له بعد العمر الطويل الذى قارب 88 عاما .
علاقته بعبد الناصر شهدت فصولا من الشد والجذب .. هل كشف لك شيئا عن كواليسها ؟
- نعم ، كنت أقرأ معه كتابه " عبد الناصر المفترى عليه والمفترى علينا" ، والذى كتبه عندما فصله عبد الناصر من عمله عام 1963 بسبب مقاله "حمار الشيخ عبد السلام"، وقال لى إني أخطأت فى حق عبد الناصر و "زودتها شوية فى الهجوم عليه" ، وهذا كان نوعا من المراجعات الفكرية لأنيس منصور .
ما هو آخر سؤال سألته له فى سلسلة حوارتك معه قبل وفاته ؟
- كان ماذا ستقول لربك غدا إذا لقيته، وكان عشية وفاته فعليا، وقال سأقول له بكل كيانى أنت الله لا شريك لك، ما أعظمك، حيث كانت رؤيته الدينية قلقة، وكان فى الفترة الأخيرة ملاحظات على كتابه كتاب فى تاريخ الأديان، وكان ينظر إلى الله نظرة كبيرة ويقول أن الله أكبر من أن نقول عليه أكبر.
هل تعلم ما سبب عدم إنجابه للأطفال ؟
- سألته فى ذلك ذات مرة ، قال لي وهو "رجل وجودى" ، " أريد أن أكون النقطة الأخيرة فى سطر عائلتي، ولا أريد أن يكون لى أطفال أتى بهم لأتركهم فى هذه الحياة الصعبة.