يعود بنا الكاتب الروائي ، محمد نور من خلال كلماته الرقيقة، وحروفه الرشيقة إلى زمن أصبحنا نتندّر عليه كثيراً هذه الأيام، وهو زمن الحب النبيل، في روايته الجديدة ( فيلا العجمي ) التي صدرت حديثاً عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي.
وتعد "فيلا العجمي" هي العمل الثاني، للأديب محمد نور بعد أن صدر له من قبل كتاب ( آلام الثورة بين طموحات شعب وأهداف الجماعة ) في يناير 2013 .
يأخذك نور دون أن تشعر ،إلى عالم لم يجرؤ أحد على اقتحامه من قبل بهذه الكيفية، نظراً لحساسية القضية، التي تُناقشها الرواية، والتي تدور حول قصة من أروع قصص الحب، بين أحمد المسلم، وماريانا المسيحية . فهو يخترق برشاقة، وسلاسة هذه المنطقة، بجراءة يُحسد عليها ليعلن للجميع دون مواربة، أن الحب الحقيقي لابد وأن يتحرر من قيود، وأغلال، أحاطته بها أعراف، وتقاليد كانت ولا تزال، هي أحد دعائم الفتن الطائفية، التي تفتت في كيان المجتمع .
يُذكرنا محمد نور، ويبعث من جديد، في نفوسنا أسمى معاني الحب الطاهر، والوفاء النادر، اللذان كادت الأيام أن تسحقهما من النفوس، والقلوب بلا رحمة .
فيلا العجمي هي رواية تَمزج بين واقعية، محفوظ، ورومانسية عبد القدوس، والسباعي، وهذا ما يعني أننا أمام أديب قد ورث من تلك القمم، أسرار التفرد الإبداع . فيلا العجمي عمل يستحق، أن نقف أمامه جميعاً بكثير من التفكر و الإعجاب، ونتمنى أن نراها قريباً عملاً، درامياً وسينمائياً، فهي فرصة حقيقة، حتى نعود مرة أخرى، لزمن الفن الجميل، عسى أن نتخلص من مشاهد العري، والإسفاف المحيطة بنا من كل جانب .