أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن قدماء المصريين تفوقوا فى صناعة وبناء السفن النهرية والبحرية بدرجة لم يبلغها أى شعب من شعوب العالم القديم المعاصرين لهم بما فى ذلك الشعوب التى توصف بأنها شعوب بحرية وذلك من عصر الدولة القديمة التى تبدأ بعصر الأسرة الثالثة 2780ق.م وتنتهى بنهاية عصر الأسرة السادسة 2280ق.م .
وقال فی تصريح له اليوم إن قدماء المصريين قد صنعوا السفن النهرية الضخمة القادرة على نقل الصخور الجرانيتية من محاجر أسوان إلى بقية أقاليم مصر ونقل الأحجار الجيرية من محاجر جبل المقطم وحلوان عبر النيل من ضفته الشرقية للغربية وكذلك نقل العمال والمسافرين .
وأضاف أن قدماء المصريين صنعوا كذلك السفن البحرية القادرة على مقاومة هياج البحر وأمواجه وقادرة على حمل شحنات البضائع الضخمة ذهاباً وإياباً إلى بلاد بونت لجلب العاج والأبنوس وجلود الفهود والنمور والبخور والعطور..مشيرا إلى انه من أقدم الأساطيل البحرية التجارية الذى عرفها العالم القديم الأسطول البحرى الضخم المكون من 40 سفينة الذى أرسله الملك سنفرو إلى شواطئ لبنان لنقل أخشاب الصنوبر والأرز وكانت السفن تضم طاقما من البحارة والمجدفين والجنود لحماية الرحلة.
وأوضح ريحان أن نصوص المقابر والنصب التذكارية فى عهد الدولة القديمة سجلت ألقاباً خاصة بالبحرية المصرية مثل رئيس السفينة وسيد السفينة وقائد السفينة ومفتش السفن وحامل لواء تدريب المجدفين وأمين صناعة السفن والمشرف على بناء السفن كما ظهرت تخصصات للبحارة مثل المجدفين العاديين والمجدفين الأول والملاحين وعمال الشراع.
وتابع ان لقب (وعو) فى اللغة المصرية القديمة كان يطلق على أولى مراتب العمل فى الجندية أو فى البحرية ولقب (نفو) كان يطلق على الريس ولقب (حرى) يطلق على الربان ولقب (مر) على قائد الأسطول وكانت هذه الألقاب محل فخر لحامليها فقد تفاخر أحد الأمراء فى عهد الملك خوفو وهو المدعو (مر- إيب) بأنه كان يتولى إمرة سفينتين ضخمتين هما روح الآلهة ونجمة مصر.
ونوه إلى نص مدون بمقبرة (وينى) يوضح أنه كان مكلفاً بتجهيز وقيادة سفن كبيرة لنقل الجرانيت من أسوان على سفن من خشب السنط ويفخر وينى بأنه أشرف على بناء سفينة جديدة من تلك السفن استغرق بناؤها 15 يوماً فقط ويبلغ طولها 32.25م وعرضها 15.70م كما يفخر وينى بأنه تغلب على الصخور التى تعترض مجرى النيل فى منطقة الجندل الأول بجنوب أسوان بإرسال عدة سفن مجهزة بالرجال والأدوات لتعميق وتطهير المجرى النهرى الذى حفره المصريون القدماء قبل عصر وينى .
وأضاف انهم استطاعوا تحويل مجرى النيل ليلتف حول منطقة الجندل الأول متحاشياً صخورها وأصبح هذا المجرى الجديد صالحاً للملاحة فيه بالمراكب والسفن النهرية وبذلك يعترف التاريخ الإنسانى بأن المصريين القدماء هم أول شعب استطاع تحويل مجرى نهر النيل أعظم أنهار العالم .